مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
الشرك، والحيدة عن جادة التوحيد!! وسمّوافاعله مشركاً، حتى أنّه اتفق لي أن التقيتذات يوم بواحد من «هيئة الأمر بالمعروف»في المسجد الحرام، فاتفق أن صدر مني تكريمبانحناء رأسي ـ أثناء ذلك اللقاء ـ وإذابذلك الشخص يقول ـ في جدية وانزعاج ـ:لا تفعل هذا... انّه شرك محرّم... لا تحنيرأسك أنّه شرك!!والحق أنّه لو كان معنى الشرك والتوحيد هوكما يراه الوهابيون ويقولون به، إذن لماأمكن أن نمنح لأي أحد تحت هذه السماء وفوقهذه الأرض هوية الموحّد ولما استحق أحد أنتطلق عليه تلك الصفة أبداً.لقد نقل لي صديق ثقة أنّ إمام المسجدالنبوي وخطيبه: الشيخ عبد العزيز كان يقولفي تحديد الشرك:«إنّ كل تعلّق بغير اللّه شرك»!أقول: لو كان معنى الشرك هو هذا الذي يقولهإذن لابد أن نعتبر كل البشر على هذه الأرضمشركين، بلا استثناء، حتى الوهابيينأنفسهم، لأنّهم يتوصلون إلى تحقيق م آربهموتنفيذ حاجاتهم عن طريق التعلّق والتوسلبالأسباب مع أنّه لا يمكن أن يقال أنّالأسباب والعلل هي اللّه، بل هي غيراللّه، فينتج عن هذا أن يكون تعلّقهمبالأسباب وتوسّلهم بالعلل توسّلاً بغيراللّه، وتعلّقاً بسواه.في حين أنّ هذا النوع من التعلّقاتوالتشبثات ليست فقط لا تعد شركاً، بل هيعين التوحيد وصميمه، لأنّ حياة الإنسان فيهذه الدنيا مشدودة إلى الأسباب والعلل.غاية الأمر أنّ عليه أن لا يعتقد لهذهالأسباب والعلل أي استقلال وانقطاع