مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
وعلى هذا فالشفاعة وإن كانت حقاً ثابتاًللشفعاء الحقيقيين، إلاّ أنّه لا يجوزطلبه منهم، لأنّه عبادة لهم، قال محمد بنعبد الوهاب:إن قال قائل: الصالحون ليس لهم من الأمرشيء ولكن أقصدهم وأرجو من اللّه شفاعتهم،فالجواب أنّ هذا قول الكفار سواء بسواء،واقرأ عليهم قوله تعالى: (وَالَّذِينَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَانَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَاإِلَى اللّهِ زُلْفَى) (1) وقوله:(وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ مَا لايَضُرُّهُمْ ولا يَنْفَعُهُمْوَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَاعِنْدَ اللّهِ)(2).(3)وإن قال: إنّ النبي أُعطي الشفاعة، وأناأطلبه ممّن أعطاه اللّه، فالجواب أنّاللّه أعطاه الشفاعة ونهاك عن طلبها منه،فقال تعالى: (فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللّهِأَحَدَاً)(4) وأيضاً فإنّ الشفاعة أُعطيهاغير النبي فصح أنّ الملائكة يشفعونوالأفراد يشفعون والأولياء يشفعون، أتقولإنّ اللّه أعطاهم الشفاعة فأطلبها منهم؟فإن قلت هذا رجعت إلى عبادة الصالحين التيذكرها اللّه في كتابه.(5)استدل ابن عبد الوهاب على حرمة طلبالشفاعة بآيات ثلاث:الأُولى: قوله سبحانه: (ويعبدون من دوناللّه ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولونهؤلاء شفعاؤنا عند اللّه) إذ قال بأنّعبادة المشركين للأوثان كانت متحققة بطلبالشفاعة منهم لا بأمر آخر.الثانية: قوله سبحانه: (وَالَّذِينَاتّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَانَعْبُدُهُمْ إِلاَّ