مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
المخلوق وإن كان له حق الشفاعة، لم يذكرهأحد من المفسرين.ثم إنّه كيف يمكن التفريق بين طلب الشفاعةمن الحي وطلبها من الميت، فيجوز الأوّلبنص قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَفَاسْتَغْفَرُوا اللّهَ وَاسْتَغْفَرَلَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَتَوَّاباً رَحِيماً)(1)، وبدليل طلب أولاديعقوب من أبيهم الشفاعة وقولهم: (يَاأَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا)(2)ووعد يعقوب(عليه السلام) إيّاهم بالاستغفار لهم،بينما لا يكون الثاني (أي الاستشفاعبالميت) جائزاً؟أفيمكن أن تكون الحياة والممات مؤثرتينفي ماهية عمل؟! وقد سبق أنّ الحياة أوالممات ليست معياراً للتوحيد والشرك،وبالنتيجة لجواز الشفاعة أو عدم جوازها.وإذا لاحظت كتب الوهابيين لرأيت أنّ الذيأوقعهم في الخطأ والالتباس هو مشابهة عملالموحدين في طلب الشفاعة والاستغاثةبالأموات والتوسّل بهم، لعمل المشركينعند أصنامهم، ومعنى ذلك أنّهم اعتمدوا علىالأشكال والظواهر وغفلوا عن النيّاتوالضمائر.وأنت أيها القارئ لو وقفت على ما في ثناياهذه الفصول، لرأيت أنّ الفرق بين العملينمن وجوه كثيرة، نذكر منها:1. انّ المشركين كانوا يقولون بالوهيةالأصنام بالمعنى الذي مرّ ذكره، بخلافالموحّدين.