مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
فأيّ ربط لهذا الحديث بدعوة الصالحينالتي لا تكون مقرونة بأيّ شيء من الاعتقادبإلوهية المدعو؟!!نعم يبقى هنا سؤال وهو أنّ دعوة الغير وإنلم تكن عبادة له على ما أوضحناه، ولكنهاأمر محرّم بحكم هذه الآيات، فدعوةالصالحين من الأموات من الدعواتالمحرّمة، لأنّها دعوة غيره سبحانه،ودعوة الغير منهية عنه، نعم لا تشملالآيات دعوة الأحياء لأنّه أمر جائزبالضرورة، فيستنتج منها حرمة دعوةالصلحاء الماضين وإن لم يكن شركاً.والجواب عنه واضح بعد الاحاطة بماذكرناه، لأنّ الآيات ناظرة إلى دعوة خاصّةصادرة من المشركين، وهي دعوة آلهتهموأربابهم المزعومة، والنهي عن هذه الدعوةالمخصوصة لا توجب حرمة جميع الدعوات حتىفيما لم تكن بهذه المنزلة.وأوضح دليل على ما ذكرناه هو ما اعترف بهالسائل من عدم شمول الخطابات لدعوةالأحياء وطلب الحاجة منهم، فإنّ خروج هذاالقسم ليس خروجاً عن حكم الآيات حتى يكونتخصيصاً، بل خروج عن موضوعها وعدم شمولهاله من أوّل الأمر، وليس الوجه لخروجه عنالآيات إلاّ ما ذكرناه من أنّ الآياتناظرة إلى الدعوة التي كان المشركونيقومون بها طيلة حياتهم، وهي دعوة الأصناموالأوثان بما هي آلهة، بما هم يملكون لهمالنفع والضر والشفاعة والغفران، وهذاالملاك ليس بموجود في دعوة الصلحاء.ولأجل هذه العقيدة في حق الآلهة يقولسبحانه في الإله الذي صنعه السامري: (هَذَاإِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ *أَفَلا يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُإِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلاَ يَمْلِكُلَهُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً)(1).