مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
بأنّ مثل هذا الحق إنّما هو لمن يملكأزمّة الحياة البشرية برمّتها، الذي هونوع من السلطة عليهم، وليس هو إلاّ اللّهتعالى دون سواه، قال سبحانه:(مَا تَعبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّأَسْماءً سَمَّيتُمُوهَا أَنْتُمْوَآباؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللّهُ بِهَامِنْ سُلْطَان إنِ الْحُكْمُ إلاَّ للّهِأَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّإِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُوَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَيَعْلَمُونَ).(1)لقد وردت جملة (إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّللّهِ) في آيتين من سورة يوسف، إحداهماالآية السابقة، والأُخرى في قوله تعالى:(وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُوامِنْ بَاب وَاحِد وَادْخُلُوا مِنْأَبْوَاب مُتَفَرِّقَة وَمَا أُغنِيعَنْكُمْ مِنَ اللّهِ مِنْ شَيْء إنِالْحُكْمُ إِلاَّ للّهِ عَلَيْهِتَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِالْمُتَوَكِّلُونَ).(2)غير أنّ المقصود من حصر الحاكمية باللّهسبحانه في الآية الأُولى هو الحاكميةالتشريعية، كما أنّ المراد من حصرها به فيالآية الثانية هو الحاكمية التكوينية.والدليل على ذلك هو مضامين الآيتين،فالآية الأُولى تهدف إلى أنّه لا يحق لأحدأن يأمر وينهى ويحرّم ويحل سوى اللّهسبحانه، ولأجل ذلك قال ـ بعد قوله ـ (إِنِالْحُكْمُ إِلاَّ للّهِ): (أَمَرَ أَلاَّتَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ)، فكأنّأحداً يسأل عن أنّه إذا كان الحكم مختصاًبه سبحانه والتشريع خاصّاً به، فماذا أمراللّه في مورد العبادة؟ فأجاب على الفور(أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّإِيَّاهُ).