مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
ويبحث عنها باستمرار وقد كان يظنها فيالكمالات المادية المزيجة بالنقائصوالشرور وأنّها قادرة على إرواء ظمئهوغليله، ولكنَّه كلّما خطا خطوة جديدة إلىالأمام رأى خلاف ما كان يتصوره ويتوقعه،ووجده دون ما يهواه ويعشقه.إنّ عشق الكمال المطلق لدليل ـ حقاً ـ علىوجود مثل هذا الكمال، ولدليل أيضاً علىوجود رابطة قائمة بين الإنسان والكمالذاك.إنّ الوصول إلى ذلك الكمال وبلوغه يحتاجإلى تفكّر وتدبّر، وإلى السير في الطريقالمؤدّي إليه، وإلى الرياضة الدؤوبة التيتشعل الجذوة الكامنة في أعماق النفس وتوجدفي حناياه شغفاً أكبر وعطشاً أعمق، وتحولهبالتالي من باحث عن اللّه إلى واجد للّه،ثم يتحول وجدانه للّه إلى الشهود، واليقينالذي لا ينفذ إليه شك، ولا يتسلل إليه ترددوارتياب.إنّ هذا الشهود ليس برؤية العين بل بعينالبصيرة التي نوّه عنها في كلام الإمامعلي (عليه السلام) إذ قال:«لم تدركه العيون بمشاهدة العيان، بلتدركه القلوب بحقائق الإيمان»(1).إنّ اليقين الحاصل للسالك والعارف فيمسألة «وجدان اللّه» لهو أعلى من اليقينالحاصل من استخدام الجوارح والحواس، انّهنور لا ظلمة فيه، ويقين لا شك فيه، ولاتردد ولا احتمال ولا ظن.والآن ما هو طريق الوصول إلى مثل هذاالكمال واليقين المطلق والشهود الأعلى؟إنّ القرآن الكريم يشير بنحو ما إلى هذاالطريق في آية، إذ يقول: