مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
ولأجل ذلك نجد القرآن الكريم يطرح مسألةالطاعة للّه وحده مشعراً بانحصارها فيه،إذ قال:(فَاتَّقُوا اللّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْوَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُواخَيْراً لأنْفُسِكُمْ).(1)وتقرب من ذلك الآية التالية حيث تمدحفريقاً من المؤمنين بأنّهم يسمعون أوامراللّه ويطيعونها مشعرة بانحصار الطاعةفيه سبحانه إذ تقول:(وَقَالُوا سَمِعْنَا وََأَطَعْنَاغُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَالْمَصِيرُ).(2)وفي آية ثالثة تصرح بأنّ النبي لا يُطاعإلاّ بإذنه سبحانه:(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُول إِلاَّلِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ).(3)فهذه الآية تفيد ـ بوضوح ـ أنّ طاعة النبيفرع لطاعة اللّه، وأنّها في طول طاعتهتعالى وليس في عرضها ومصافها، بمعنى أنّهاليست واجبة بذاتها وأنّ النبي ليس مطاعاًبذاته، فلو لم يأمر بها لما وجبت طاعتهولما كان مطاعاً.وفي آية رابعة تعد طاعة النبي طاعة اللّهنفسه، إذ تقول:(مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَاللّهُ).(4)فإذا كان هذا حال النبي فحال غيره أوضح،فتلخص أنّه ليس هناك من تجب طاعته بالذاتإلاّ اللّه سبحانه وأمّا إطاعة غيرهفإنّما تجب بأمر من تجب طاعته بالذات.