مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
وحوادث المستقبل.ولكل حادث زمان ومكان خاصان، ولا يمكنللإنسان الذي يعيش ضمن نطاق الزمان أنيشهد كل الحوادث دفعة واحدة وفي نظرةواحدة، ولا يمكن أن تجتمع كلها لديه.ولكن الناظر إلى الحوادث لو شاهدها من فوقنطاق الزمان والمكان، ونظر إلى كل أجزاءالزمان على أنّها ظاهرة واحدة فحينئذينتفي مفهوم الماضي والحاضر والمستقبل.ولتقريب هذا الأمر إلى الذهن نشير إلى بعضالأمثلة التي تقرب هذه الحقيقة إلى الذهنفنقول:3. لنفترض شخصاً جالساً في غرفة وهو ينظرمن روزنة صغيرة جداً إلى خارج تلك الغرفةوفي هذا الأثناء يمر من أمام تلكم الروزنةقطار إبل، فإنّ من المسلّم ـ في هذه الحالةأن لا يرى ذلك الشخص في كل لحظة إلاّبعيراً واحداً.أمّا إذا صعد هذا الشخص على سطح تلكالغرفة فإنّه يتسنى له في هذه الحالة أنيرى كل الآبال في نظرة واحدة وفي لحظةواحدة، وليس جملاً واحداً في كل لحظة كماكان ينظر من خلال الروزنة داخل الغرفة.إنّ مثل المحبوس في نطاق الزمن الناظر إلىالحوادث من خلال هذا المنفذ مثل الجالس فيالغرفة ـ في المثال المذكور ـ لا يرىالأشياء إلاّ تدريجاً.أمّا إذا تسنّى للإنسان أن ينظر إلىالحوادث من فوق هذا النطاق، فإنّه يمكنهحينئذ أن يرى كل أجزاء الشيء وحالاته فيمكان واحد ودفعة واحدة، لأنّه في مثل هذهالحالة سينظر إلى الشيء من خلال المنظارالواسع.