مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
لا شك أنّ هذا الاختلاف لا يرتبط بذاتالكون وذات الحوادث والظواهر، بل هو مرتبطبسعة رؤية الناظر إن كان محيطاً، تلكالسعة التي تمكّنه من مشاهدة كل نقوشالبساط وألوانه، وكل تموّجات النهروتعرّجاته، وكل عربات القطار دفعة واحدةكما في الأمثلة السابقة.في حين أنّ فقدان هذه السعة في رؤية الشخصالآخر يجعله لا يرى في كل لحظة إلاّ حادثةواحدة فقط، وإلاّ تموّجاً واحداً منالنهر، وإلاّ لوناً واحداً من ألوانالبساط.ومن هذا البيان يتبيّـن أنّه ليس للعالموجهان ونشأتان:نشأة باسم الباطن.وأُخرى باسم الظاهر.وبعبارة أُخرى انّه ليس للظواهر والحوادثمرحلتان:مرحلة الوجود الجمعي الدفعي.ومرحلة الوجود التدريجي.بل ليس للظاهرة ـ في الحقيقة ـ تحقّقانووجودان إنّما هو وجود واحد، وتحقّق واحد،يرى تارة في صورة المجتمع، وأُخرى في صورةالمتفرّق.وأمّا الاختلاف ـ لو كان ـ فهو يرجع إلىقدرة الملاحظ وسعة نظرته وضيقها، وليس إلىذات الحوادث والظواهر.2. انّ حضور الحوادث والظواهر عند اللّهدليل على علم اللّه بها جميعاً، لأنّحقيقة العلم ليست إلاّ حضور المعلوم عندالعالم وحيث إنّ موجودات العالم من