مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
فعله سبحانه وقائمة به فهي إذن حاضرةلديه.ونتيجة هذا الحضور ليست سوى علم اللّه بهاولكن لا يدل مثل هذا الحضور على علمالموجودات هي بالخالق الواحد سبحانه.وبعبارة أُخرى لو كان هدف الآية هو بيانأنّ اللّه أخذ من بني آدم «الإقرار»بربوبيته والشهادة بها من جهة حضور هذهالموجودات لدى اللّه ـ كما تفيده هذهالنظرية ـ يلزم علم اللّه بهذه الموجوداتوالحوادث لا علم هذه الحوادث والموجوداتباللّه تعالى، فلا يتحقّق معنى الشهادةوالإقرار.فإنّه ربّما يتصور إنّ حضور الأشياء عنداللّه كما يستلزم علمه بها، كذلك يستلزمعلم تلك الموجودات باللّه.ولكن هذا وهم خاطئ وتصور غير سليم، لأنّالحضور إنّما يكون موجباً للعلم إذا اقترنبقيام الشيء باللّه وإحاطته سبحانه بذلكالشيء، ومثل هذا الملاك موجود في جانباللّه حيث إنّه قيوم [تقوم به الأشياء]محيطبالكون في حين أنّه لا يوجد هذا الملاك فيجانب الموجودات، لأنّها محاطة وقائمةباللّه (أي ليست محيطة باللّه ولا أنّاللّه سبحانه قائم بها حتى تعلم هي بهتعالى).3. انّ هذا التوجيه والتفسير لآية الميثاقبعيد عن الأذهان العامة، ولا يمكن إطلاقاسم التفسير عليه، بل هو للتأويل أقرب منهإلى التفسير.نعم غاية ما يمكن قوله هو أنّ هذه النظريةتكشف عن أحد أبعاد هذه الآية، لكنَّه ليسالبعد المنحصر والوحيد.هذا مضافاً إلى أنّ ألفاظ هذه الآية مثلقوله: (فأشهدهم على أنفسهم)ونظائره الذي هوبمعنى أخذ الشهادة والاعتراف والإقرار لايتلاءم ولا ينسجم