لا أنّ أحدا لا يشك بذلك! لذا فإنّ المفهومالكلي للآية يصبح على هذه الصورة. إنّاللّه الذي خلق السماوات و الأرض يستطيع-حتما- أن يعيد الحياة لهؤلاء البشر، أمّاإذا لم يحدث هذا الأمر بسرعة، فذلك بسببأنّ السنة الإلهية لها أجل محدود و حتميبحيث لا مجال للشك فيها.و تصبح النتيجة: إنّ الدليل القاطع فيقبال منكري المعاد هي هذه القدرة، و أمّاقوله: جَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لا رَيْبَفِيهِ فهو جواب على سؤال حول سبب تأخيرالقيامة. (فدقق في ذلك).
5- الترابط بين الآيات
عند مطالعة هذه الآيات يثار سؤال حولكيفية الارتباط و الصلة بين كلمة (قتورا)التي هي بمعنى (بخيل) الواردة في آخرالآية، و بين ما نبحثه؟بعض المفسّرين قالوا: إنّ هذه الجملةإشارة إلى موضوع طرح قبل عدّة آيات من قبلعبدة الأصنام، فقد طلبوا من الرّسول صلّىالله عليه وآله وسلّم أن يملأ أرض مكّةبالعيون و البساتين. أمّا القرآن فيقول فيجواب هؤلاء: قُلْ لَوْ أَنْتُمْتَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّيإِذاً ...إلّا أنّ هذا التّفسير مستبعد لأنّ كلامالمشركين لم يكن عن مالكية هذه العيون والبساتين، بل إنّهم طالبوا الرّسول صلّىالله عليه وآله وسلّم بأصل هذا العمل والذي يعتبر عملا إعجازيا.التّفسير الآخر الذي ذكر في بيان الصلة وهو أفضل من التّفسير الأوّل، هو أنّهم-بسبب بخلهم و ضيق أنفسهم- كانوا يتعجبون منمنح هذه الموهبة (النّبوة) للإنسان، و هذهالآية بمثابة ردّ عليهم حيث تقول لهم: إنبخلكم بلغ درجة بحيث أنّكم لو ملكتم جميعالدنيا فسوف لا تتركون صفاتكم السيئة والقبيحة هذه.