امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 9
لطفا منتظر باشید ...
و عادة فإنّه ليس من مقتضيات البرنامجالإلهي أن يستجيب لأي معجزة يقترحهاإنسان، أو أن ينصاع إلى تنفيذها الرّسول،و لكن الهدف هو: وَ ما نُرْسِلُ بِالْآياتِإِلَّا تَخْوِيفاً. إنّ أنبياء اللّهليسوا أفرادا خارقي العادة حتى يجلسوا وينفذوا أيّ اقتراح يقترح عليهم و إنّمامسئوليتهم إبلاغ دعوة اللّه و التعليم والتربية و إقامة الحكومة العادلة، إلّاأنّهم يظهرون المعجزات من أجل إثباتعلاقتهم بالخالق جلّ و علا، و بالقدر الذييناسب هذا الإثبات ليس أكثر.ثمّ يواسي اللّه تبارك و تعالى نبيّه صلّىالله عليه وآله وسلّم في مقابل عنادالمشركين و إلحاحهم بالباطل، إذ يبيّن لهأن ليس هذا بالشيء الجديد: وَ إِذْقُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَبِالنَّاسِ. ففي قبال دعوة الأنبياء عليهمالسّلام هناك دائما مجموعة مؤمنة نظيفةالقلب نقية السريرة، صافية الفطرة، فيمقابل مجموعة أخرى معاندة مكابرة لجوجةتتحجج و تجد لنفسها المعاذير في معاداةالدعوات و إيذاء الأنبياء. و هكذا يتشابهالحال بين الأمس و اليوم.ثمّ يضيف تعالى: وَ ما جَعَلْنَاالرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّافِتْنَةً لِلنَّاسِ و امتحانا لهم، و كذلكالشجرة الملعونة هي أيضا امتحان و فتنةللناس: وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَفِي الْقُرْآنِ.فيما يخص المقصود من (الرؤيا) و (الشجرةالملعونة) فسنبحث ذلك في مجموعة الملاحظاتالتي ستأتي بعد قليل إن شاء اللّه.و في الختام يأتي قوله تعالى: وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّاطُغْياناً كَبِيراً.لماذا؟ لأنّه ما دام قلب الإنسان غيرمستعد لقبول الحق و التسليم له، فإنّالكلام ليس لا يؤثر فيه و حسب، بل إنّ لهآثارا معكوسة، حيث يزيد في ضلال هؤلاء وعنادهم بسبب تعصبهم و مقاومتهم السلبية وانغلاق نفوسهم عن الحق. (تأمّل ذلك).