حبر و مداد، و لو أنّ كافة الأشجار تحولتإلى أقلام، فإنّ ذلك كلّه لا يستطيعالإحاطة بما موجود في عالم الخالق جلّ وعلا.
توضيح لمفهوم اللانهاية:
يقوم القرآن الكريم بتجسيد العدداللانهائي و يقرب معنى العلم المطلق غيرالمحدود للّه تعالى، و يقرب سعة عالمالوجود العظيم إلى أفكارنا. و قد استخدمالقرآن في ذلك توضيحا بليغا للغاية، و ذكرأرقاما حيّة و ذات روح.ترى هل هناك أعداد حيّة و أخرى ميتة؟نعم، ففي الرياضيات إذا وضعت الأصفار إلىيمين العدد الصحيح فهي لا تعبّر في الواقعسوى عن أعداد ميتة لا تستطيع أن تجسّد عظمةشيء معين.الأشخاص الذين يهتمون بالقضايا الرياضيةو الحسابية يعرفون أنّ العدد الواحد (كرقمواحد مثلا) لو وضع أمامه من الجهة اليمنىأصفارا بطول كيلومتر واحد، فسيكون عددعظيم جدّا و محيّر و لا يمكن تصوّر عظمته،و لكن لمن؟للاشخاص الرياضيين لا عامّة الناس الذينلا يستطيعون تصور العظمة في هذا الرقم.العدد الحي هو العدد الذي تنشغل أفكارنابه، و يجسّد الحقائق كما هي و يملك روحا ولسانا و عظمة.و القرآن الكريم بدلا من أن يقول: إنّمخلوقات عالم الوجود تتجاوز في كثرتهاالرقم الذي تقع على يمينه مئات الكيلومترات من الأصفار، يقول: إذا تحولت جميعالأشجار إلى أقلام، و كل البحار إلى مواد وحبر، فإنّ الأقلام ستتكسر و مياه البحارستنتهي، و لا تنتهي أسرار و رموز و حقائقعالم الوجود، هذه الأسرار التي يحيط بهاجميعا علم اللّه تعالى.فكروا جيدا و تأملوا المقدار الذي يستطيعأن يكتبه القلم، ثمّ ما هو عدد