ملكت عليه كل مشاعره و أحاسيسه، إلى أنقال لها هيروديس يوما: اطلبي منّي كل ماتريدين فسأحققه لك قطعا، فقالت هيروديا:لا أريد منك إلّا رأس يحيى! لأنّه قد شوّهسمعتي و سمعتك، و قد أصبح كل الناسيعيروننا، فإنّ كنت تريد أن يهدأ قلبي ويسر خاطري فيجب أن تقوم بهذا العمل! فسلّمهيروديس- الذي أصبح مجنونا لا يعقل من عشقهذه المرأة- لما أرادت من دون أن يفكر ويتنبه إلى عاقبة هذا العمل، و لم يمض قليلمن الزمن حتى أحضر رأس يحيى عند تلك المرأةالفاجرة، إلّا أنّ عواقب هذا العمل الشنيعقد أحاطت به، و أخذت بأطرافه في النهاية«1».و نقرأ في الرّوايات أن سيد الشهداء الإمامالحسين عليه السّلام كان يقول: «إنّ من هوان الدنيا أن يهدى رأس يحيى بن زكريا إلىبغي من بغايا بني إسرائيل»أي إن ظروفي تشابه من هذه الناحية ظروف وأحوال يحيى، لأنّ أحد أهداف ثورتي محاربةالأعمال المخزية لطاغوت زماني يزيد. 1- يستفاد من بعض الأناجيل و قسم منالرّوايات أنّ هيروديس قد تزوج امرأةأخيه، و قد كان هذا الزواج ممنوعا في قانونالتوراة، و قد لامه يحيى على هذا العملبشدّة، ثمّ أن تلك المرأة حملت هيروديسعلى قتل يحيى بإغرائه بجمال بنتها. إنجيلمتى باب 14، إنجيل مرقس باب 6، الفقرة 17 و مابعدها.