امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 9
لطفا منتظر باشید ...
السابقة إلى حالاتهم و كثير من صفاتهمالبارزة المعروفة.ثمّ تكمل الآية هذا البحث بذكر الأتباعالحقيقيين لهؤلاء الأنبياء، فتقول:وَ مِمَّنْ هَدَيْنا وَ اجْتَبَيْنا إِذاتُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِخَرُّوا سُجَّداً وَ بُكِيًّا «1».لقد اعتبر بعض المفسّرين جملة وَ مِمَّنْهَدَيْنا وَ اجْتَبَيْنا .. بيانا آخر لنفسهؤلاء الأنبياء الذين أشير إليهم في بدايةهذه الآية. إلّا أنّ ما قلنا أعلاه يبدوأنّه أقرب للصواب «2». و الشاهد على هذاالكلامالحديث المروي عن الإمام زين العابدينعلي بن الحسين عليه السّلام، إذ قال أثناءتلاوة هذه الآية: «نحن عنينا بها» «3».و ليس المراد من هذه الجملة هو الحصرمطلقا، بل هي مصداق واضح لمتبعي و أولياءالأنبياء الواقعيين، و قد مرت بنا نماذجمن مصاديق هذا البحث في التّفسير الأمثلهذا. إلّا أنّ عدم الالتفات إلى هذهالحقيقة سبب أن يقع بعض المفسّرين-كالآلوسي في روح المعاني- في خطأ حيث طعنفي هذا الحديث، و عدّه دليلا على كونأحاديث الشيعة غير معتبرة! و هذه هي نتيجةعدم الإحاطة بالمفهوم الواقعي للرواياتالواردة في تفسير الآيات.و ممّا يستحق الانتباه أن الحديث فيالآيات السابقة كان عن مريم، في حين أنّهالم تكن من الأنبياء، بل كانت داخلة في جملةمِمَّنْ هَدَيْنا و تعتبر من مصاديقها، ولها في كل زمان و مكان مصداق أو مصاديق، ومن هنا نرى أن الآية (69) من سورة النساء لمتحصر المشمولين بنعم اللّه بالأنبياء، بلأضافت إليهم الصديقين و الشهداء:فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَاللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَوَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ و كذلكعبرت الآية (75) من سورة المائدة عن مريم أمعيسى بالصديقة، فقالت: وَ أُمُّهُصِدِّيقَةٌ.