3- دور القيادة في الإسلامفي الحديث المعروف عن الإمام محمّد بن عليالباقر عليهما السّلام ينقل أنّه عند ماكان يتحدث عن الأركان الأساسية في الإسلامذكر (الولاية) كخامس و أهم ركن، في حينالصلاة التي توضح العلاقة بين الخالق والخلق، و الصيام الذي هو رمز محاربةالشهوات، و الزكاة التي تحدّد العلاقة بينالخلق و الخالق، و الحج الذي يكشف الجانبالاجتماعي في الإسلام، اعتبرت الأركانالأربعة الأساسية الأخرى. ثمّ يضيفالإمام الباقر عليه السّلام «و لم ينادبشيء كما نودي بالولاية»لماذا؟لأنّ تنفيد الأركان الأخرى لن يتحقق إلّافي ظل هذا الأصل، أي في ظل الولاية «1».و لهذا السبب بالذات روي عن الرّسولالأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم قوله«من مات بغير إمام مات ميتة الجاهلية» «2».التأريخ يشهد أنّ بعض الأمم تكون في الصفالأوّل بين دول العالم و أممه بسببقيادتها العظيمة و الكفوءة، و لكن نفسالأمّة تنهار و تسقط في الهاوية، برغمامتلاكها لنفس القوى البشرية و المصادرالأخرى، إذا كانت قيادتها ضعيفة و غيركفوءة.ثمّ ألم يكن عرب الجاهلية غارقين في جهلهمو فسادهم و ذلتهم و انحطاطهم، و كانوا نهشةالآكل، بسبب عدم امتلاكهم لقائد كفوء، ولكن ما إن ظهرت القيادة الإلهية الرّبانيةالمتمثلة بالهادي محمّد صلّى الله عليهوآله وسلّم حتى سلك نفس القوم طريق العظمةو التكامل بسرعة كبيرة بحيث أدهش العالم،و هذا يكشف عن دور القائد في ذلك الزمان وهذا الزمان و في كل زمان. 1- قال الباقر عليه السّلام «بني الإسلامعلى خمس، على الصلاة، و الزكاة، و الصوم، والحج، و الولاية، و لم يناد بشيء كمانودي بالولاية» عن أصول الكافي، ج 2، ص 15.2- عن نور الثقلين، المجلد الثّالث، صفحة194، و كذلك مصادر أخرى.