و الآيات العجيبات، على أن وراء ذلك أمرأعظم منه، فهو في الآخرة أعمى و أضل سبيلا»«1».و جاء في روايات مختلفة في تفسير هذهالآية أنّها تعني الشخص الذي يكون مستطيعاللحج و لكنّه لا يؤديه حتى نهاية عمره «2».و بدون شك فإنّ هذا المعنى هو أحد مصاديقالآية و ليس كلّها. و قد يكون ذكر هذاالمصداق و التأكيد عليه من زاوية دفعالمسلمين للمشاركة فيه لمشاهدة هذاالاجتماع الإسلامي العظيم، بما يحويه منأسرار عبادية و مصالح سياسية تتجلى لعينالإنسان يحضر الموسم، و يتعلم الحقائقالكثيرة و المتعدّدة منه.و في روايات أخرى ورد أنّ «شرّ العمى عمىالقلب» «3».على أي حال- كما قلنا سابقا- فإنّ عالمالقيامة، هو انعكاس لهذا العالم في كل مايحويه وجودنا من أفكار و مواقف و مشاعر وأعمال. لذلك نقرأ في الآيات 124- 126 من سورةطه، قوله تعالى: وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاًوَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِأَعْمى قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِيأَعْمى وَ قَدْ كُنْتُ بَصِيراً.قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنافَنَسِيتَها وَ كَذلِكَ الْيَوْمَتُنْسى. 1- تفسير نور الثقلين، ج 3، ص 196.2- تفسير نور الثقلين، ج 3، ص 196- 197.3- المصدر السابق.