امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 9
لطفا منتظر باشید ...
و الأمراض، و لشفاء الفرد و المجتمع منأشكال الأمراض الأخلاقية و الاجتماعية.إنّ أفضل دليل لإثبات هذه الحقيقة هيمقايسة وضع العرب في الجاهلية مع وضعالذين تربوا في مدرسة الرّسول صلّى اللهعليه وآله وسلّم في مطلع الإسلام. إنّالمقايسة بين الوضعين ترينا كيف أنّ أولئكالقوم المتعطشون للدماء، و المصابونبأنواع الأمراض الاجتماعية و الأخلاقية،قد تمّ شفاؤهم ممّا هم فيه بالهدايةالقرآنية، و أصبحوا برحمة كتاب اللّه منالقوّة و العظمة بحيث أنّ القوى السياسيةالمستكبرة آنذاك خضعت لهم أعنّتها، و ذلتلهم رقابها.و هذه هي نفس الحقيقة التي تناساها مسلمواليوم، و أصبحوا على ما هم عليه من واقعبائس مرير غارق بالأمراض و المشاكل ... إنّالفرقة قد اشتدت بينهم، و الناهبين سيطرواعلى مقدراتهم و ثرواتهم، مستقبلهم أصبحرهينة بيد الآخرين بعد أن أصيبوا بالضعف والهوان بسبب الارتباط بالقوى الدولية والتبعية الذليلة لها.و هذه هي عاقبة من يستجدي دواء علّته منالآخرين الذين هم اسوأ حالا منه، في حين أنالآخرين، ليأخذ منهم علاج الدواء حاضر بينيديه و موجود في منزله! القرآن لا يشفي منالأمراض و حسب، بل إنّه يساعد المرضى علىتجاوز دور النقاهة إلى مرحلة القوّة والنشاط و الانطلاق، حيث تكون (الرحمة)مرحلة لا حقة لمرحلة (الشفاء).الظريف في الأمر أنّ الأدوية التي تستخدملشفاء الإنسان لها نتائج و تأثيرات عرضيةحتمية لا يمكن توقيها أو الفرار منها،حتىأنّ الحديث المأثور يقول: «ما من دواءإلّا و يهيج داء» «1».