المسألة 324 لايجوز أن يؤذن اثنان فصاعدا معا وبرهان ذلك
أولى ، و لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم لابي محذورة : ( ارجع فارفع صوتك ( 1 ) و هذا أمر برفع الصوت .فلو تعمد المؤذن أن لا يرفع صوته لم يجزه أذانه ، و ان لم يقدر على أكثر إلا بمشقة لم يلزمه ، لقول الله تعالى : ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) و قال عليه السلام ما قد ذكرناه باسناده : ( إذا نودى بالصلاة أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع التأذين ) فالاجتهاد في طرد الشيطان فعل حسن .و بالله تعالى التوفيق و صح عن النبي صلى الله عليه و سلم : ( لا يسمع مدى صوت المؤذن إنس و لا جان و لا شيء الا شهد له يوم القيامة ) و رويناه من طريق مالك عن عبد الرحمن ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى صعصعة ( 2 ) المازني الانصاري عن ابيه عن ابى سعيد الخدرى مسندا .و بالله تعالى التوفيق 324 مسألة و لا يجوز أن يؤذن اثنان فصاعدا معا ، فان كان ذلك فالمؤذن هو المبتدئ ، و الداخل عليه مسئ لا أجر له ، و ما يبعد عنه الاثم ، و الواجب منعه .فان بدءا معا فالأَذان للصيت الاحسن تأدية .و جائز أن يؤذن جماعة واحدا بعد واحد للمغرب و غيرها سواء في كل ذلك ، فان تشاحوا و هم سواء في التأدية و الصوت و الفضل و المعرفة بالاوقات أقرع بينهم ، سواء عظمت أقطار المسجد أو لم تعظم حدثنا عبد الله بن ربيع ثنا ابن مفرج ثنا سعيد بن السكن ثنا الفربرى ثنا البخاري ثنا عبد الله بن يوسف أنا مالك عن سمى مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( لو يعلم الناس ما في النداء و الصف الاول ثم لم يجدوا الا أن يستهموا عليه لاستهموا ( 3 )1 - ستأتي بعض طرق حديث ابى محذورة في المسألة رقم 331 و الطريق التي فيها هذه الكلمة رواها أبو داود ( ج 1 : ص 192 ) بلفظ ( ثم ارجع فمد من صوتك ) 2 - في الاصل ( ابن ابى ربيعة ) و هو خطأ ، صححناه من الموطأ ( ص 23 ) و من التهذيب .3 - في البخارى ( ج 1 : ص 253 )