مذاهب العلماء في صفة الفاظ الاقامة واختلافهم في ذلك وبيان الصواب من ذلك وقد أطنب المؤلف الكلام في هذا المبحث بما لاتجده في غير هذا الكتاب فارجع اليه
و قال الحنفيون : الاقامة مثنى مثنى ، و اختلف عنهم في تفسير ذلك ، فروى زفر عن أبي حنيفة كما ذكرنا في قول ( الله اكبر ، الله اكبر ، الله اكبر الله اكبر ) أربع مرات في ابتداء الاذان ، و في ابتداء الاقامة كذلك أيضا ، و على هذه الرواية هم الحنفيون اليوم و عن أبي يوسف عن أبي حنيفة في كلا الامرين الاذان و الاقامة الله اكبر الله اكبر في ابتدائهما مرتين فقط .و قد جاء حديث بمثل رواية أبي يوسف في الاذ ان ، و ما نعلم خبرا قط روى في قول ( الله اكبر الله اكبر ) أربع مرات في أول الاقامة ( 1 ) ، و لو لا أنها ذكر الله تعالى لوجب إبطال الاقامة بها ، و إبطال صلاة من صلى بتلك الاقامة ، و لكن هذه الزيادة بمنزلة من زاد في الاقامة ( لا حول و لا قوة الا بالله ) أو ذلك مما ليس من الاقامة في شيء و قال المالكيون : الاقامة كلها وتر ، إلا الله أكبر الله أكبر فانه يكرر ، و لا يقال ( قد قامت الصلاة ) إلا مرة واحدة قال على : الاذان منقول نقل الكافة بمكة و بالمدينة و بالكوفة ، لانه لم يمر بأهل الاسلام مذ نزل الاذان على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، إلى يوم مات أنس بن مالك آخر من شاهد رسول الله صلى الله عليه و سلم و صحبه يوم إلا و هم يؤذنون فيه في كل مسجد من مساجدهم خمس مرات فأكثر ، فمثل هذا لا يجوز ان ينسى و لا أن يحرف ،1 - هنا بهامش الاصل ما نصه : ( بل قد روى أبو داود حديثين ، أحدهما من طريق معاذ بن جبل .و الآخر من طريق ابن محيريز عن ابى محذورة ، كلاهما : و فى الاقامة ( الله أكبر الله أكبر ) أربع مرات ، إلا ان في حديث معاذ عن عبد الله بن زيد - : المسعودي ، و فى الآخر مكحول اه و انظر الحديثين في أبى داود ( ج 1 ص 191 و 192 وص 197 و 198 )