شرح المحلی جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
لو علم أن هذا الترجيع ليس من نفس الاذان لنبأه عليه ( 1 ) ، و لما تركه البتة يقول ذلك خافضا صوته في ابتداء الاذان ، فليس هو كلمة واحدة ، بل أربع قضايا ، الاثنتان منها ست كلمات ست كلمات ، و الاثنتان خمس كلمات خمس كلمات ، فمن الكذب البحت الذي يستحق فيه صاحبه أن يتبوأ مقعده من النار أن يدع رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا محذورة يأتى بكل ذلك خافض الصوت ، و ليس خفضه من حكم الاذان ، فإذا تركه على الخطأ و لم ينهه زاد في إضلاله ، بأن يأمره بأن يعيد ذلك رافعا صوته ، و لا يعلمه أن تكرار ذلك ليس من الاذان ، و ما ندرى كيف ينطلق بهذا لسان مسلم ! أو ينشرح له صدره ؟ ! فكيف و الآثار التي هى أحسن ما روى في ذلك جاءت مبينة بأن نبى الله صلى الله عليه و سلم علمه الاذان كذلك نصا ، كلمة كلمة ، تسع عشرة كلمة ! ! فوضح كذب هؤلاء القائلين جهارا : و قال بعضهم : لما رأينا ما كان في الاذان في موضعين كان في الموضع الثاني على نصف ما هو عليه في الموضع الاول ، ألا ترى أنه يقال في أول الاذان ( أشهد أن لا إله إلا الله ) مرتين ، و يقال في آخره ( لا إله إلا الله ) مرة ، و كان التكبير مما يتكرر في الاذان ، و كان التكبير في آخر الاذان مرتين ، و القياس أن يكون في أول الاذان أربعا ! ! قال علي : إذا كان هذا الهوس عندكم حقا فان التكبير مربع في أول الاذان كما تقول ، فالواجب أن يكون ( أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ) مربعا أيضا في التكبير ، و أن لا يثنى من الاذان إلا ما اتفق على أن يثني ، كما لا يفرد منه إلا ما اتفق على افراده ، و هو ( لا إله الا الله ) فقط ، فيكون أول الاذان ثلاث قضايا مربعات ، ثم يتلوها ثلاث