شرح المحلی جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
و قال تعالى : ( و ثيابك فطهر ) .و من ادعى أن المراد بذلك القلب : فقد خص الآية بدعواه بلا برهان ، و الاصل في اللغة التي بها نزل القرآن : أن الثياب هى الملبوسة و المتوطأة ( 1 ) ، و لا ينقل عن ذلك إلى القلب و العرض إلا بدليل ، و لا حال للانسان إلا حالان ، لا ثالث لهما : حال الصلاة و حال الصلاة ، و لا يختلف اثنان في أنه لا يحرج ( 2 ) من في بدنه شيء واجب اجتنابه و في ثيابه أو في مقعده في حال الصلاة و انما الكلام : هل ذلك مباح في الصلاة أم لا ؟ فإذا خرجت حال الصلاة بالاجماع المتيقن لم يبق حيث تستعمل أوأمر الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم إلا للصلاة ، فهذا فرض فيها و بالله تعالى التوفيق 334 مسألة فمن أصاب بدنه أو ثيابه أو مصلاه شيء فرض اجتنابه بعد أن كبر سالما في كل ما ذكرنا مما أصابه بعد ذلك : فان علم بذلك أزال الثوب و إن بقي عريانا ، ما لم يؤذه البرد ، و زال عن ذلك المكان ، و أزالها عن بدنه بما أمر أن يزيلها به ، و تمادي على صلاته و أجزأه ، و لا شيء عليه ذلك ، فان نسى حتى عمل عملا مفترضا عليه من صلاته ألغي ، و أتم الصلاة ، و أتي بذلك العمل كما أمر ، ثم يسجد للسهو ، و ان كان ذلك بعد أن سلم ، ما لم تنتقض طهارته ، فان انتقضت أعاد الصلاة متى ذكر ، فان له يصبه ذلك إلا في مكان من صلاته لو لم يأت به لم تبطل به صلاته ، مثل قراءة السورة التي مع أم القرآن أو ما زاد على الطمأنينة في الركوع و السجود و الجلوس بين السجدتين و الرفع من الركوع و الجلوس بعد التشهد : فصلاته تامة ، و ليس عليه إلا سجود السهو فقط فان تعمد ما ذكرنا بطلت صلاته ، و كان كمن لم يصل و لا فرق ، لا يقدر على الصلاة إلا في وقتها ، فصح الآن أن الناسي يعيد أبدا ، لقول رسول الله