شرح المحلی جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
كما كانوا في صلاتهم إلى الكعبة nو اجتزؤا بما صلوا إلى بيت المقدس من تلك الصلاة بعينها قلنا : هذا خبر صحيح ، و لا حجة فيه علينا ، و لا نخالفه و لله الحمد أول ذلك : أنه ليس فيه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم علم ذلك فأقره ، و لا حجة الا في القرآن أو في كلامه عليه السلام أو في عمله أو فيما علم عليه السلام من عمل غيره فلم ينكره و إنما العجب من المالكيين الذين يعظمون خلاف الصاحب إذا وافق تقليدهم ، ثم قد خالفوا ههنا عمل طائفة عظيمة من الصحابة رضى الله عنهم لا يعرف لهم منهم مخالف ! قال على : أهل قباء رضى الله عنهم كان الفرض عليهم أن يصلوا إلى بيت المقدس ، فلو أنهم صلوا إلى الكعبة لبطلت صلاتهم بلا خلاف ، و لا تلزم الشريعة إلا من بلغته ، لا من لم تبلغه ، قال الله تعالى : ( لانذركم به و من بلغ ) و لا شك عند أحد من الجن و الانس و لا الملائكة أن من كان من المسلمين بأرض الحبشة أو بمكة من المستضعفين فانهم تمادوا على الصلاة إلى بيت المقدس مدة طويلة ، أما أهل مكة فأياما كثيرة بعد نزول تحويل القبلة ، و أما من بالحبشة فلعلهم صلوا عاما أو أعواما حتى بلغهم تحويل القبلة ، فحينئذ لزمهم الفرض ، لا قبل ذلك ، فانما لزم أهل قباء التحول حين بلغهم لا قبل ذلك فانتقلوا عن فرضهم إلى فرض ناسخ لما كانوا عليه ، و هذا هو الحق الذي لا يحل لاحد غيره و أما من بلغه فرض تحويل الكعبة و علمه و كان مخاطبا به و لم يسقط تكليفه عنه لعذر مانع : فلم يصل كما أمر ، و من لم يصل كما أمر فلم يصل ، لانه لا يجزئ ما نهى الله عنه عما أمر الله تعالى به و قال أبو حنيفة : من صلى في مكة إلى القبلة مجتهدا و لم يعلم إلا