و قد قال بهذا جماعة من السلف ، كما روينا من طريق وكيع عن أفلح ابن حميد عن القاسم بن محمد بن أبي بكر قال : كنا نأتي عائشة أم المؤمنين قبل لادريت ان رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج علينا و نحن نصلى هذه الصلاة فتغيظ علينا تغيظا شديدا ، ثم قال ليبلغ شاهدكم غائبكم لا صلاة بعد طلوع الفجر الا ركعتي الفجر ) و كذلك هذه القصة في رواية المروزي و الدار قطنى ، و فى رواية ابى داود ان ابن عمر رأى يسارا يصلى فاخبره بالحديث فلا أدري بعد هذا كيف يضعفه المؤلف بان يسارا مدلس ! ، و ما وصفه بهذا أحد و لو كان مدلسا فالقصة صريحة في أنه سمعه من ابن عمر فزال خوف التدليس .و اسناد الحديث كلهم ثقات ، و انما اختلفوا في محمد بن الحصين فقال الدارقطني مجهول ، و ذكره ابن حبان في الثقات ، و اختلافهم في اسمه هل هو محمد أو أيوب قليل الاثر ، فقد رجح أبو حاتم أنه ( محمد ) و كذلك ابن حجر و قال : ( أما ابوه فهو حصين و كنيته أبو أيوب فلعل من سماه أيوب وقع له مسمى فسماه بكنية أبيه ) و هو قريب جدا .فالضعف في هذه الاسانيد محتمل ، و قد جبر بروايته من طرق أخرى .فان الحديث إذا روى من طريقين فيهما ضعف قليل و كان الضعف من قبل سوء الحفظ أو الخطأ في الرواية أيدت احدى الروايتين الاخرى .أما إذا كان الضعف من قبل عدم الوثوق بالراوي لتهمته في العدالة فلا و لا كرامة بل لا يزيده ذلك الا ضعفا .و أما طريق عبد الرحمن بن أنعم الافريقى فقد روى المروزي في قيام الليل ( ص 79 ) من طريق عيسى بن يونس و الدار قطنى ( ص 161 ) و البيهقى ( ج 2 : ص 465 و 466 ) من طريق سفيان الثورى و البيهقى ايضا ( ج 2 : ص 465 ) من طريق ابن وهب كلهم عن الافريقى عن عبد الله بن يزيد أبى عبد الرحمن الحبلى عن عبد الله بن عمرو بن العاص ان رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول : ( لا صلاة بعد طلوع الفجر الا ركعتي الفجر ) و هذا اسناد صحيح على مارجحناه في الافريقى انه ثقة و قد تأيد بحديث ابن عمر .و أما طريق أبى بكر بن محمد فقد ذكرها ابن حجر في التلخيص ( ص 71 ) نقلا عن الطبراني من حديث عبد الرزاق عن ابى بكر بن محمد عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر ، ثم قال : ( و ينظر في سنده ) و نقله الزيلعى في نصب الراية ( ج 1 ص 134 ) عن الطبراني باسناده ، و لفظه كلفظ حديث الافريقى .و أبو بكر هذا الذي في الاسناد ظن ابن حجر في مختصر نصب الراية أنه ابن أبى سبرة و أنا ارجح هذا لانه معروف بالرواية عن موسى بن عقبة و من شيوخ عبد الرزاق و هو ( أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبى سبرة ) و قد ينسب إلى جده و هو ضعيف جدا .و أما طريقا أبى هرون العبدي و كعب بن مرة فلم أجدهما بعد طول التتبع فالله أعلم بهما .