شرح المحلی جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
إذ ليس فيه بيان و لا إشارة بأن ( 1 ) الناس صلوا خلفه عليه السلام قياما حاشا ، أبا بكر المسمع الناس ( 2 ) تكبيره فقط .فلم تجز مخالفة يقين أمره عليه السلام بالنقل المتواتر بأن يصلى الناس جلوسا : لظن كاذب لا يصح أبدا ، بل لا يحل البتة أن يظن بالصحابة رضى الله عنهم مخالفة أمره عليه السلام ، فكيف و في نص لفظ الحديث دليل بين على أنهم لم يصلوا إلا قعودا ! و ذلك لان فيه : ان الناس كانوا يقتدون بصلاة أبى بكر ، و بالضرورة ندري أنهم لو كانوا قياما و أبو بكر قائم لما اقتدي بصلاته إلا الصف الاول فقط ، و أما سائر الصفوف فلا ، لانهم كانوا لا يرونه ، لان الصف الاول يحجبهم عنه ، و الصفوف خلفه عليه السلام كانت مرصوصة ، لامتنابذة و لا متقطعة .فاذ فى نص الخبر و لفظه : انهم كانوا يقتدون بصلاة أبي بكر ، فهذا خبر عن جميعهم ، فصح أنهم كانوا في حال يرونه كلهم ، فيصح لهم الاقتداء بصلاته ، و لا يكون ذلك البتة إلا في حال قعودهم ، و لا يجوز تخصيص لفظ الخبر و لا حمله على المجاز إلا بنص جلى ( 3 ) ثم لو كان في الحديث نصا ( 4 ) : أنهم صلوا قياما و هذا لايوجد أبدا - لما كان فيه ( 5 ) دليل على النسخ البتة ، بل كان ( 6 ) يكون حينئذ إباحة فقط ، و بيان أن ذلك الامر المتقدم ندب و لا مزيد كما قلنا في المذكر إنه جائز له أن