تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
بهم في الدنيا حتى يروا ما هم فيه من عجائب اللعائن و بدائع النقمات ، فتكون لذتهم و سرورهم بشماتتهم بهم ، كما [ كان ] لدتهم و سرورهم بنعيمهم في جنان ربهم .فالمؤمنون يعرفون أولئك الكافرين و المنافقين بأسمائهم و صفاتهم ، و هم على أصناف : منهم من هو بين أنياب أفاعيها تمضغه .و منهم من هو بين مخالب سباعها تعبث به و تفترسه .و منهم من هو تحت سياط زبانيتها و أعمدتها و مرزباتها ( 1 ) تقع من أيديها عليه [ ما ] تشدد في عذابه ، و تعظم خزيه و نكاله .و منهم من هو في بحار حميمها يغرق ، و يسحب فيها .و منهم من هو في غسلينها و غساقها يزجره فيها زبانيتها .و منهم من هو في سائر أصناف عذابها .و الكافرون و المنافقون ينظرون ، فيرون هؤلاء المؤمنين الذين كانوا بهم في الدنيا يسخرون - لما كانوا من موالاة محمد و علي و آلهما صلوات الله عليهم يعتقدون - و يرون : منهم من هو على فرشها يتقلب .و منهم من هو في فواكهها يرتع .و منهم من هو في غرفها أو في بساتينها [ أ ] و منتزهاتها يتبحبح (2 ) ، و الحور العين و الوصفاء و الولدان و الجواري و الغلمان قائمون بحضرتهم ، و طائفون بالخدمة حواليهم ، و ملائكة الله عز و جل يأتونهم من عند ربهم بالحباء و الكرامات و عجائب التحف و الهدايا و المبرات ، يقولون [ لهم ] : سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار .