تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
التي كانت معدة لهم لو آمنوا ( و ما كانوا مهتدين ) إلى الحق و الصواب .فلما أنزل الله عز و جل هذه الآية حضر رسول الله صلى الله عليه و آله قوم ، فقالوا : يا رسول الله سبحان الرازق ، ألم تر فلانا كان يسير البضاعة ، خفيف ذات اليد ، خرج مع قوم يخدمهم في البحر فرعوا له حق خدمته ، و حملوه معهم إلى الصين و عينوا له يسيرا من مالهم ، قسطوه على أنفسهم له ، و جمعوه فاشتروا له [ به ] ( 1 ) بضاعة من هناك فسلمت فربح الواحد عشرة .فهو اليوم من مياسير أهل المدينة ؟ و قال قوم آخرون بحضرة رسول الله صلى الله عليه و آله : يا رسول الله ألم تر فلانا كانت حسنة حاله ، كثيرة أمواله ، جميلة أسبابه ، وافرة خيراته و شمله مجتمع ، أبى إلا طلب الاموال الجمة ، فحمله الحرص على أن تهور ، فركب البحر في وقت هيجانه ، و السفينة وثيقة ، و الملاحون فارهين إلى أن توسط البحر حتى لعبت بسفينته ريح [ عاصف ] فأزعجتها إلى الشاطئ ، و فتقتها (2 ) في ليل مظلم و ذهبت أمواله ، و سلم بحشاشة نفسه ( 3 ) فقيرا وقيرا ( 4 ) ينظر إلى الدنيا حسرة .فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : ألا أخبركم بأحسن من الاول حالا ، و بأسوأ من الثاني حالا ؟ قالوا : بلى يا رسول الله .قال رسول الله صلى الله عليه و آله : أما أحسن من الاول حالا فرجل اعتقد صدقا بمحمد [ رسول الله ] ، و صدقا في إعظام علي أخي رسول الله و وليه ، و ثمرة قلبه و محض طاعته ، فشكر له ربه و نبيه و وصي نبيه فجمع الله تعالى له بذلك خير الدنيا و الاخرة ، و رزقه لسانا لآلاء الله تعالى ذاكرا ، و قلبا لنعمائه شاكرا ، و بأحكامه راضيا ، و على احتمال مكاره أعداء محمد و آله نفسه موطنا ، لا جرم أن الله عز و جل سماه عظيما في ملكوت أرضه و سماواته ، و حباه