قال : و خلق الذين من قبلكم من سائر أصناف الناس ( لعلكم تتقون ) .( 1 ) قال : لها وجهان : (2 ) 1 ) " لعل " لغة للترجى ، و فى موارد كلام الله سبحانه للواجب العقلي و الشرعى ، و قد وردت في مواضع عديدة من القرآن الكريم ، مثل قوله : لعلكم تسلمون ، تهتدون ، تفلحون .فراجع .و فى استعمال لفظ " لعل في الموارد تنبيه على جعل المشيئة لهم في مقام الطاعة و العصيان كما قال سبحانه : " انا هديناه السبيل اما شاكرا أو كفروا " و " فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر " .و كما في قوله تعالى لموسى في فرعون الذي يعلم حاله و عاقبة أمره " لعله يتذكر أو يخشى " و قد سئل الامام الصادق عنها فقال عليه السلام : تذكر و خشي و آمن في وقت لم ينتفع به .أما الاتقاء فأصله : الاوتقاء ، و من وقى الشيء إذا صانه و ستره ، و تحرز من الاذى و الافات قال تعالى : " قوا أنفسكم و أهليكم نارا " " قنا عذاب الجحيم " " وقاهم الله شر ذلك اليوم " " و ما لهم من ربهم من واق " فكأن المتقي إذا لبس التقوي من الله في قلبه لبس حرزا و درعا حصينا مما يخاف و يحذر .و التقوى ضد الفجر و الفجور .فراجع المعجم المفهرس ( فجر ) : " و نفس و ما سواها فألهمها فجورها و تقواها " " بل يريد الانسان ليفجر أمامه " " أم نجعل المتقين كالفجار " كيف جعل الفجور - من فجر العيون - لطغيان النفس و طاعة الهوى .2 ) ترى أ يكون استعمال لفظ " لعلكم تتقون " لافادة العنيين : " اتقاء الله ، و اتقاء النار " أو أحدهما مرددا ؟ ! أو يمكن أن يكون له مفهوما جامعا ينطبق عليهما بالمطابقة و الالتزام ؟ أقول : ينبغى ذكر امور : الاول : أن " اتقوا " في كلام الله متعلق بأمرين : " اتقوا الله حق تقاته " ال عمران : 102 ، " اتقوا يوما " البقرة : 48 ، 123 ، 281 " اتقوا النار التي أعدت للكافرين " ال عمران : 131 .و لا ريب - حقيقة و اعتبارا - أن اتقاء الله بطاعته و عبادته سبب لاتقاء النار و الوقاية منها ، فإذا لم يصرح بما يتقى ، فالمراد هو الاتقاء " مطلقا " الذي ينطبق عليهما موردا و قهرا .الثاني : أن " لعلكم تتقون " متعلقة ظاهرا ب " أعبدوا " دون خلقكم ، و نظيره قوله تعالى - <