تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
لحاجته حتى أنظر هل الذي يخرج منه كما يخرج منا أم لا ؟ فقال آخر ( 1 ) : لكنك إن ذهبت تنظر منعه حياؤه من أن يقعد ، فانه أشد حياء من الجارية ، العذراء الممتنعة المحرمة .قال : فعرف الله عز و جل ذلك نبيه محمد صلى الله عليه و آله ، فقال لزيد بن ثابت : إذهب إلى تينك الشجرتين المتباعدتين - يؤمي إلى شجرتين بعيدتين قد أوغلتا في المفازة ، و بعدتا عن الطريق قدر ميل - فقف بينهما و ناد : أن رسول الله صلى الله عليه و آله يأمركما أن تلتصقا و تنضما ، ليقضي رسول الله صلى الله عليه و آله خلفكما حاجته .ففعل ذلك زيد ، فقال ( 1 ) : فوالذي بعث محمدا صلى الله عليه و آله بالحق نبيا إن الشجرتين انقلعتا باصولهما من مواضعهما ، وسعت كل واحدة منهما إلى الاخرى ، سعي المتحابين كل واحد منهما إلى الآخر ، [ و ] التقيا بعد طول غيبة ( 3 ) و شدة اشتياق ، ثم تلاصقتا و انضمتا انضمام متحابين في فراش في صميم الشتاء ( 4 ) .فقعد رسول الله صلى الله عليه و آله خلفهما ، فقال أولئك المنافقون : قد استتر عنا .فقال بعضهم لبعض : فدوروا خلفه لننظر إليه .فذهبوا يدورون خلفه ، فدارت الشجرتان كلما داروا ، فمنعتاهم من النظر إلى عورته .فقالوا : تعالوا نتحلق حوله لتراه طائفة منا .فلما ذهبوا يتحلقون تحلقت الشجرتان ، فأحاطتا به كالانبوبة حتى فرغ و توضأ ، و خرج من هناك و عاد إلى العسكر و قال لزيد بن ثابت : عد إلى الشجرتين و قل لهما : إن رسول الله صلى الله عليه و آله يأمركما