تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
وصي محمد [ رسول الله ] يأمر أجزاءك ، أن تتفرق و تتباعد .فذهب فقال لها ، فتفاصلت و تهافتت و تفرقت ( 1 ) و تصاغرت أجزاؤها ، حتى لم ير لها عين و لا أثر ، حتى كأن لم يكن هناك [ أثر ] نخلة قط ، فارتعدت فرائص اليوناني ، و قال : يا وصي محمد قد أعطيتني اقتراحي الاول ، فأعطني الاخر ، فامرها أن تجتمع و تعود كما كانت .فقال : أنت رسولي إليها فعد (2 ) فقل لها : يا أجزاء النخلة إن وصي محمد رسول الله صلى الله عليه و آله يأمرك أن تجتمعي ( و كما كنت تعودي ) ( 3 ) .فنادي اليوناني فقال ذلك ، فارتفعت في الهواء كهيئة الهباء المنثور ( 4 ) ثم جعلت تجتمع جزءا جزءا منها حتى تصور لها القضبان و الاوراق و أصول السعف و شماريخ الاعذاق ، ثم تألفت ، و تجمعت ( 5 ) و استطالت و عرضت و استقر أصلها في مقرها و تمكن عليها ساقها ، و تركب على الساق قضبانها ، و على القضبان أوراقها ، و في أمكنتها أعذاقها ، و [ قد ] كانت في الابتداء شماريخها متجردة لبعدها من أوان الرطب و البسر و الخلال .فقال اليوناني : و اخرى أحبها : أن تخرج شماريخها خلالها ، و تقلبها من خضرة إلى صفرة و حمرة و ترطيب ( 6 ) و بلوغ أناه ( 7 ) ليؤكل و تطعمني ، و من حضرك منها .فقال علي عليه السلام : [ و ] أنت رسولي إليها بذلك ، فمرها به .فقال لها اليوناني ما أمره أمير المؤمنين عليه السلام ، فأخلت و أبسرت ، و اصفرت ، و احمرت و أرطبت ( 8 ) و ثقلت أعذاقها برطبها .