تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : كذلك [ أفعل ] .فوضع رسول الله صلى الله عليه و آله يده على الطعام و وضع علي عليه السلام يده معه .فقال ابن ابي : ألم يكن الامر على أن تأكل مع أصحابك و تفرد رسول الله ( 1 ) ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : يا عبد الله إن عليا أعلم بالله و [ ب ] رسوله منك ، إن الله ما فرق فيما مضى بين علي و محمد ، و لا يفرق فيما يأتي أيضا بينهما ، إن عليا كان و أنا معه نورا واحدا ، عرضنا الله عز و جل على أهل سماواته و أرضه (2 ) و سائر حجبه و جنانه و هوامه ( 3 ) و أخذ عليهم لنا العهود و المواثيق ليكونن لنا و لاوليائنا موالين و لاعدائنا معادين ، و لمن نحبه محبين ، و لمن نبغضه مبغضين ، ما زالت إرادتنا واحدة و لا تزال ، لا أريد إلا ما يريد ، [ و لا يريد إلا ما أريد ] يسرني ما يسره ( 4 ) و يؤلمني ما يؤلمه فدع يا ابن ابي علي بن أبي طالب ( 5 ) فانه أعلم بنفسه وبي منك .قال ابن ابي : نعم يا رسول الله .و أفضى إلى جد و معتب ، فقال : أردنا واحدا فصار اثنين ، الآن يموتان جميعا ، و تكفي شرهما ، هذا لخيبتهما ( 6 ) و سعادتنا ، فلو بقي علي بعده لعله كان يجادل ( 7 ) أصحابنا هؤلاء ، و عبد الله بن ابي قد جمع جميع أصحابه و متعصبيه حول داره ليضعوا السيف ( 8 ) على أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله إذ مات بالسم .ثم وضع رسول الله صلى الله عليه و آله و علي عليه السلام يديهما في الحريرة الملبقة بالسمن و العسل فأكلا حتى شبعا ، ثم وضع من اشتهى خاصرة الحمل ، و من اشتهى صدره ( منهم فأكلا ) ( 9 ) حتى شبعا ، و عبد الله ينظر و يظن أن لا يلبثهم السم ، فاذاهم لا يزدادون إلا نشاطا .