تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
التي تخاطبه ، و لم يعلم أن إبليس قد اختبأ بين لحييها .فرد آدم على الحية : أيتها الحية هذا من غرور إبليس لعنه الله كيف يخوننا ربنا ؟ أم كيف تعظمين الله بالقسم به و أنت تنسبينه إلى الخيانة و سوء النظر ، و هو أكرم الاكرمين ؟ أم كيف أروم التوصل إلى ما منعني منه ربي عز و جل ، و أتعاطاه ( 1 ) بغير حكمة ؟ فلما أيس إبليس من قبول آدم منه ، عاد ثانية بين لحيي الحية فخاطب حواء من حيث يوهمها أن الحية هي التي تخاطبها ، و قال : يا حواء أ رأيت هذه الشجرة التي كان الله عز و جل حرمها عليكما ، قد أحلها لكما بعد تحريمها لما عرف من حسن طاعتكما له ، و توقيركما إياه ؟ و ذلك أن الملائكة الموكلين بالشجرة - الذين (2 ) معهم حراب يدفعون عنها سائر حيوان الجنة - لا تدفعك عنها إن رمتها ( 3 ) فاعلمي بذلك أنه قد أحل لك ، و أبشري بأنك إن تناولتها قبل آدم كنت أنت المسلطة عليه ، الآمرة الناهية فوقه .فقالت حواء : سوف أجرب هذا .فرامت الشجرة فأرادت الملائكة أن تدفعها ( 4 ) عنها بحرابها .فأوحى الله تعالى إليها ( 5 ) : إنما تدفعون بحرابكم من لا عقل له يزجره ، فأما من جعلته ممكنا مميزا مختارا ، فكلوه إلى عقله الذي جعلته حجة عليه ، فان أطاع استحق ثوابي ، و إن عصى و خالف [ أمري ] استحق عقابي و جزائي .فتركوها و لم يتعرضوا لها ، بعد ما هموا بمنعها بحرابهم .فظنت أن الله نهاهم عن منعها لانه قد أحلها بعد ما حرمها .