تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
فكانوا يأخذونها يوم الاحد ، و يقولون : ما اصطدنا يوم السبت ، إنما اصطدنا في الاحد ، و كذب أعداء الله بل كانوا آخذين لها بأخاديدهم التي عملوها يوم السبت حتى كثر من ذلك مالهم و ثراؤهم ، و تنعموا بالنساء و غيرهن لاتساع ( 1 ) أيديهم به .و كانوا في المدينة نيفا و ثمانين ألفا ، فعل هذا منهم سبعون ألفا ، و أنكر عليهم الباقون ، كما قص الله تعالى ( و سئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر ) (2 ) الآية .و ذلك أن طائفة منهم وعظوهم و زجروهم ، و من عذاب الله خوفوهم ، و من انتقامه و شديد ( 3 ) بأسه حذروهم ، فأجابوهم عن وعظهم ( لم تعظون قوما الله مهلكهم ) بذنوبهم هلاك الاصطلام ( أو معذبهم عذابا شديدا ) .فأجابوا القائلين لهم هذا : ( معذرة إلى ربكم ) [ هذا القول منا لهم معذرة إلى ربكم ] إذ كلفنا الامر بالمعروف و النهي عن المنكر ، فنحن ننهى عن المنكر ليعلم ربنا مخالفتنا لهم ، و كراهتنا لفعلهم .قالوا : ( و لعلهم يتقون ) و نعظهم أيضا لعلهم تنجع ( 4 ) فيهم المواعظ ، فيتقوا هذه الموبقة ، و يحذروا عقوبتها .قال الله عز و جل : ( فلما عتوا ) حادوا و أعرضوا و تكبروا عن قبولهم الزجر ( عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين ) ( 5 ) مبعدين عن الخير ، مقصين ( 6 ) .قال فلما نظر العشرة الآلاف و النيف أن السبعين ألفا لا يقبلون مواعظهم ، و لا يحفلون ( 7 ) بتخويفهم إياهم و تحذيرهم لهم ، اعتزلوهم إلى قرية اخرى قريبة من قريتهم