تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
فقالها الفتى فما رامها حاسد [ له ] ليفسدها ، أو لص ليسرقها ، أو غاصب ليغصبها ، إلا دفعه الله عز و جل عنها بلطف من ألطافه ( 1 ) حتى يمتنع من ظلمه اختيارا أو منعه منه بآفة أو داهية حتى يكفه عنه ، فيكف أضطرارا .[ قال عليه السلام : ] فلما قال موسى عليه السلام للفتى ذلك و صار الله عز و جل له - لمقالته - حافظا ، قال هذا المنشور : أللهم إني أسألك بما سألك به هذا الفتى من الصلاة على محمد و آله الطيبين و التوسل بهم أن تبقيني في الدنيا متمتعا بابنة عمي و تجزي (2 ) عني أعدائي و حسادي ، و ترزقني فيها [ خيرا ] ( 3 ) كثيرا طيبا .فأوحى الله إليه : يا موسى إنه كان لهذا الفتى المنشور بعد القتل ستون سنة ، و قد وهبت له بمسألته و توسله بمحمد و آله الطيبين سبعين سنة تمام مائة و ثلاثين سنة صحيحة حواسه ، ثابت فيها جنانه ( 4 ) ، قوية فيها شهواته ، يتمتع بحلال هذه الدنيا و يعيش و لا يفارقها و لا تفارقه ، فإذا حان ( 5 ) حينه [ حان حينها ] و ماتا جميعا [ معا ] فصارا إلى جناني ، و كانا زوجين فيها ناعمين .و لو سألني - يا موسى - هذا الشقي القاتل بمثل ما توسل به هذا الفتى على صحة اعتقاده أن أعصمه من الحسد ، و أقنعه بما رزقته - و ذلك هو الملك العظيم - لفعلت .و لو سألني بذلك مع التوبة من صنعه أن لا أفضحه لما فضحته ، و لصرفت هؤلاء عن اقتراح إبانة القاتل ، و لاغنيت هذا الفتى من [ هذا الوجه بقدر ] هذا المال أوجده ( 6 ) .