تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
ما يفعلونه فهو فاسق ، لا يجوز أن يصدق على الله ، و لا على الوسائط بين الخلق و بين الله ، فلذلك ذمهم [ الله ] لما قلدوا من قد عرفوا ، و من قد علموا أنه لا يجوز قبول خبره ، و لا تصديقه في حكايته ، و لا العمل بما يؤديه إليهم عمن لم يشاهدوه ، و وجب عليهم النظر بأنفسهم في أمر رسول الله صلى الله عليه و آله إذ كانت دلائله أوضح من أن تخفى ، و أشهر من أن لا تظهر لهم .و كذلك عوام امتنا إذا عرفوا من فقهائهم الفسق الظاهر ، و العصبية الشديدة و التكالب على حطام الدنيا و حرامها ، و إهلاك من يتعصبون عليه إن كان لاصلاح أمره مستحقا ، و بالترفق ( 1 ) بالبر و الاحسان على من تعصبوا له ، و إن كان للاذلال و الاهانة مستحقا .فمن قلد من عوامنا [ من ] مثل هؤلاء الفقهاء فهم مثل اليهود الذين ذمهم الله تعالى بالتقليد لفسقة فقهائهم .فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه ، حافظا لدينه ، مخالفا لهواه ، مطيعا لامر مولاه فللعوام أن يقلدوه .و ذلك لا يكون إلا [ في ] بعض فقهاء الشيعة لا جميعهم ، فان من ركب من القبائح و الفواحش مراكب فسقة فقهاء العامة فلا تقبلوا منهم عنا شيئا ، و لا كرامة لهم ، و إنما كثر التخليط فيما يتحمل (2 ) عنا أهل البيت لذلك ، لان الفسقة يتحملون عنا ، فهم يحرفونه بأسره لجهلهم ، و يضعون الاشياء على [ مواضعها و ] وجوهها لقلة معرفتهم و آخرين يتعمدون الكذب علينا ليجروا ( 3 ) من عرض الدنيا ما هو زادهم إلى نار جهنم .