تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و يصلوا أرحامهم .فقال لهم : أيحثهم على أن يصلوا أرحامهم الكافرين ، و أن يعظموا من حقره الله ، و أوجب احتقاره من الكافرين ؟ قالوا : لا ، و لكنه حثهم على صلة أرحامهم المؤمنين .قال : فقال : أوجب حقوق أرحامهم ، لاتصالهم بآبائهم و أمهاتهم ؟ قلت : بلى يا أخا رسول الله .قال : فهم إذن إنما يقضون فيهم ( 1 ) حقوق الآباء و الامهات .قلت : بلى يا أخا رسول الله صلى الله عليه و آله .قال : فآباؤهم و أمهاتهم إنما غذوهم في الدنيا و وقوهم مكارهها ، و هي نعمة زائلة ، و مكروه ينقضي ، و رسول ربهم ساقهم إلى نعمة دائمة لا تنقضي ، و وقاهم مكروها مؤبدا لا يبيد ، فأي النعمتين أعظم ؟ قلت : نعمة رسول الله صلى الله عليه و آله أعظم و أجل و أكبر .قال : فكيف يجوز أن يحث على قضأ حق من صغر [ الله ] (2 ) حقه ، و لا يحث على قضأ حق من كبر [ الله ] ( 3 ) حقه ؟ قلت : لا يجوز ذلك .قال : فإذا حق رسول الله صلى الله عليه و آله أعظم من حق الوالدين ، و حق رحمه أيضا أعظم من حق رحمهما ، فرحم رسول الله صلى الله عليه و آله ( 4 ) أولى بالصلة ، و أعظم في القطيعة فالويل كل الويل لمن قطعها ، و الويل كل الويل لمن لم يعظم حرمتها .أوما علمت أن رحمة رحم رسول الله صلى الله عليه و آله حرمة رسول الله ، و أن حرمة رسول الله حرمة الله تعالى ، و أن الله أعظم حقا من كل منعم سواه ، و أن كل منعم سواه إنما أنعم حيث قيضه لذلك ( 5 ) ربه ، و وفقه له .أما علمت ما قال الله تعالى لموسى بن عمران ؟ قلت : بأبي أنت و أمي ما الذي قال له ؟