تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
فانصرف علي عليه السلام إلى موضعه ، فدبروا عليه أن يقتلوه ، و تقدموا في أن يحفروا له في طريقه حفيرة طويلة قدر خمسين ذراعا ، ثم غطوها بحصر ( 1 ) رقاق و نثروا فوقها يسيرا من التراب ، بقدر ما غطوا وجوه الحصر ، و كان ذلك على طريق علي عليه السلام الذي لابد له من سلوكه ليقع هو و دابته في الحفيرة التي قد عمقوها ، و كان ما حوالي المحفور أرض ذات حجارة ، و دبروا على أنه إذا وقع مع دابته في ذلك المكان كبسوه بالاحجار حتى يقتلوه .فلما بلغ على عليه السلام قرب المكان لوى فرسه عنقه ، و أطاله الله فبلغت جحفلته (2 ) اذنه و قال : يا أمير المؤمنين قد حفر ههنا و دبر عليك الحتف - و أنت أعلم - لا تمر فيه .فقال له علي عليه السلام : " جزاك الله من ناصح خيرا ، كما تدبر بتدبيري ( 3 ) فان الله عز و جل لا يخليك من صنعه الجميل " .و سار حتى شارف المكان فتوقف الفرس خوفا من المرور على المكان .فقال علي عليه السلام : سر باذن الله تعالى سالما سويا ، عجيبا شأنك ، بديعا أمرك .فتبادرت الدابة ، فإذا الله ( 4 ) عز و جل قد متن الارض و صلبها و لام ( 5 ) حفرها و جعلها كسائر الارض .فلما جاوزها علي عليه السلام لوى الفرس عنقه ، و وضع جحفلته على اذنه ، ثم قال : ما أكرمك على رب العالمين ، جوزك على هذا المكان الخاوي ؟ !