تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
فقال أمير المؤمنين عليه السلام : جازاك الله بهذه السلامة عن تلك النصيحة التي نصحتني .ثم قلب وجه الدابة إلى ما يلي كفلها ( 1 ) و القوم معه بعضهم كان أمامه ، و بعضهم خلفه ، و قال : اكشفوا عن هذا المكان .فكشفوا [ عنه ] فإذا هو خاو ، و لا يسير عليه أحد إلا وقع في الحفيرة ، فأظهر القوم الفزع ، و التعجب مما رأوا .فقال على عليه السلام للقوم : أ تدرون من عمل هذا ؟ قالوا : لا ندري .قال عليه السلام : لكن فرسي هذا يدري .[ ثم قال : ] يا أيها الفرس كيف هذا ؟ و من دبر هذا ؟ فقال الفرس : يا أمير المؤمنين إذا كان الله عز و جل يبرم (2 ) ما يروم جهال الخلق نقضه أو كان ينقض ما يروم جهال الخلق إبرامه ، فالله هو الغالب و الخلق هم المغلوبون فعل هذا يا أمير المؤمنين فلان و فلان و فلان إلى أن ذكر العشرة بمواطاة من أربعة و عشرين ، هم مع رسول الله صلى الله عليه و آله في طريقه .ثم دبروا - هم - على أن يقتلوا رسول الله صلى الله عليه و آله على العقبة و الله عز و جل من وراء حياطة ( 3 ) رسول الله صلى الله عليه و آله ، و ولي الله لا يغلبه الكافرون .فأشار بعض أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام بأن يكاتب رسول الله صلى الله عليه و آله بذلك و يبعث رسولا مسرعا ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : إن رسول الله إلى محمد رسوله الله صلى الله عليه و آله أسرع و كتابه إليه أسبق ، فلا يهمنكم ( 4 ) هذا .فلما قرب رسول الله صلى الله عليه و آله من العقبة التي بإزائها فضائح المنافقين و الكافرين نزل دون العقبة ، ثم جمعهم فقال لهم : هذا جبرئيل الوحي الامين يخبرني : " إن عليا دبر عليه كذا و كذا ، فدفع الله عز و جل عنه بألطافه و عجائب معجزاته