تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و سمعها حذيفة ، و استقصوا فلم يجدوا أحدا ، و كان الله قد ستر حذيفة بالحجر عنهم فتفرقوا ، فبعضهم صعد على الجبل و عدل عن الطريق المسلوك ، و بعضهم وقف على سفح الجبل عن يمين و شمال ، و هم يقولون ، ألا ( 1 ) ترون حين محمد (2 ) كيف أغراه بأن يمنع الناس من صعود العقبة حتى يقطعها هو لنخلوا به ههنا فنمضي فيه تدبيرنا و أصحابه عنه بمعزل ؟ و كل ذلك يوصله الله من قريب أو بعيد إلى اذن حذيفة و يعيه .فلما تمكن القوم على الجبل حيث أرادوا كلمت الصخرة حذيفة و قالت : انطلق الآن إلى رسول الله صلى الله عليه و آله فأخبره بما رأيت و ما سمعت .قال حذيفة : كيف أخرج عنك و إن رآني القوم قتلوني مخافة على أنفسهم من نميمتي علهيم ؟ قالت الصخرة : إن الذي مكنك من جوفي ، و أوصل إليك الروح من الثقبة التي أحدثها في هو الذي يوصلك إلى نبي الله و ينقذك من أعداء الله ( 3 ) .فنهض حذيفة ليخرج ، و انفرجت الصخرة ، فحو=بي له الله طائرا فطار في الهواء محلقا حتى أنقض بين يدي رسول الله صلى الله عليه و آله ، ثم أعيد على صورته ، فأخبر رسول الله صلى الله عليه و آله بما رأى و سمع .فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : أو عرفتهم بوجوههم ؟ قال : يا رسول الله كانوا متلثمين و كنت أعرف أكثرهم بجمالهم ، فلما فتشوا الموضع فلم يجدوا أحدا ، أحدروا ( 4 ) اللثام فرأيت وجوههم و عرفتهم بأعيانهم و أسمائهم فلان و فلان حتى عد أربعة و عشرين .فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : يا حذيفة إذا كان الله تعالى يثبت محمدا لم يقدر هؤلاء و لا الخلق أجمعون أن يزيلوه ، إن الله تعالى بالغ في محمد أمره و لو كره الكافرون .ثم قال : يا حذيفة فانهض بنا أنت و سلمان و عمار ، و توكلوا على الله ، فإذا جزنا