تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
الثنية ( 1 ) الصعبة فأذنوا للناس أو يتبعونا .فصعد رسول الله صلى الله عليه و آله و هو على ناقته و حذيفة و سلمان أحدهما آخذ بخطام ناقته يقودها ، و الآخر خلفها يسوقها ، و عمار إلى جانبها ، و القوم على جمالهم و رجالتهم منبثون حوالي الثنية على تلك العقبات ، و قد جعل الذين فوق الطريق حجارة في دباب فدحرجوها من فوق لينفروا الناقة برسول الله صلى الله عليه و آله ، و تقع به في المهوى الذي يهول الناظر النظر إليه من بعده .فلما قربت الدباب من ناقة رسول الله صلى الله عليه و آله أذن الله تعالى لها ، فارتفعت ارتفاعا عظيما فجاوزت ناقة رسول الله صلى الله عليه و آله ثم سقطت في جانب المهوى ، و لم يبق منها شيء إلا صار كذلك ، و ناقة رسول الله صلى الله عليه و آله كأنها لا تحس بشيء من تلك القعقعات (2 ) التي كانت للدباب .ثم قال رسول الله صلى الله عليه و آله لعمار : اصعد الجبل فاضرب بعصاك هذه وجوه رواحلهم فارم بها .ففعل ذلك عمار ، فنفرت بهم ، سقط بعضهم فانكسر عضده ، و منهم من انكسرت رجله و منهم من انكسر جنبه ( 3 ) و اشتدت لذلك أوجاعهم ، فلما جبرت و اندملت بقيت عليهم آثار الكسر إلى أن ماتوا .و لذلك قال رسول الله صلى الله عليه و آله - في حذيفة و أمير المؤمنين عليه السلام - : إنهما أعلم الناس بالمنافقين ، لقعوده في أصل العقبة ( 4 ) و مشاهدته من مر سابقا لرسول الله صلى الله عليه و آله ، و كفى الله رسوله أمر من قصد له ، و عاد رسول الله صلى الله عليه و آله إلى المدينة ، فكسى الله الذل و العار من كان قعد عنه ، و ألبس الخزي من كان دبر على علي عليه السلام ما دفع الله عنه .( 5 )