تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
قال عليه السلام : و كان الله عز و جل أمر اليهود في أيام موسى و بعده إذا دهمهم أمر ، و دهتهم داهية أن يدعوا الله عز و جل بمحمد و آله الطيبين ، و أن يستنصروا بهم ، و كانوا يفعلون ذلك حتى كانت اليهود من أهل المدينة قبل ظهور محمد صلى الله عليه و آله بسنين كثيرة يفعلون ذلك ، فيكفون ( 1 ) البلاء و الدهماء و الداهية .و كانت اليهود قبل ظهور محمد النبي صلى الله عليه و آله بعشر سنين يعاديهم (2 ) أسد و غطفان - قوم من المشركين - و يقصدون أذاهم ، و كانوا يستدفعون شرورهم و بلاءهم بسؤالهم ربهم بمحمد و آله الطيبين ، حتى قصدهم في بعض الاوقات أسد و غطفان في ثلاثة آلاف فارس إلى بعض قرى اليهود حوالي المدينة ، فتلقاهم اليهود و هم ثلاثمائة فارس ، ودعوا الله بمحمد و آله الطيبين الطاهرين فهزموهم و قطعوهم .فقال أسد و غطفان بعضهما لبعض : تعالوا نستعين عليهم بسائر القبائل .فاستعانوا عليهم بالقبائل و أكثروا حتى اجتمعوا قدر ثلاثين ألفا ، و قصدوا هؤلاء الثلاثمائة في قريتهم ، فألجأوهم إلى بيوتها و قطعوا عنها المياه الجارية التي كانت تدخل إلى قراهم ، و منعوا عنهم الطعام ، و استأمن اليهود منهم فلم يؤمنوهم ، و قالوا : لا ، إلا أن نقتلكم و نسبيكم و ننهبكم .فقالت اليهود بعضها لبعض : كيف نصنع ؟ فقال لهم أماثلهم و ذوو الرأي منهم : أما أمر موسى عليه السلام أسلافكم و من بعدهم بالاستنصار بمحمد و آله ؟ أما أمركم بالابتهال إلى الله تعالى عند الشدائد بهم ؟ قالوا : بلى .قالوا : فافعلوا .فقالوا : أللهم بجاه محمد و آله الطيبين لما سقيتنا ، فقد قطعت الظلمة عنا المياه حتى ضعف شباننا ، و تماوتت ( 3 ) ولداننا ، و أشرفنا على الهلكة .