تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
التمني ، و قطع الله معاذيرها ، قالت طائفة منهم - و هم بحضرة رسول الله صلى الله عليه و آله و قد كاعوا ، و عجزوا - : يا محمد فأنت و المؤمنون المخلصون لك مجاب دعاؤكم ، و على أخوك و وصيك أفضلهم و سيدهم ؟ ! قال رسول الله صلى الله عليه و آله : بلى .قالوا : يا محمد فان كان هذا كما زعمت ، فقل لعلي عليه السلام يدعو الله لا بن رئيسنا هذا ، فقد كان من الشباب جميلا نبيلا و سيما قسيما ( 1 ) ، لحقه برص و جذام و قد صار حمى (2 ) لا يقرب ، و مهجورا لا يعاشر ، يتناول الخبز على أسنة الرماح .فقال رسول صلى الله عليه : ائتوني به .فاتى به ، و نظر رسول الله صلى الله عليه و آله و أصحابه [ منه ] إلى منظر فظيع ، سمج ، قبيح ، كريه ، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : يا أبا حسن ادع الله له بالعافية ، فان الله تعالى يجيبك فيه .فدعا له ، فلما كان بعد فراغه من دعائه إذ الفتى قد زال عنه كل مكروه ، و عاد إلى أفضل ما كان عليه من النبل و الجمال و الوسامة و الحسن في المنظر .فقال رسول الله صلى الله عليه و آله للفتى : [ يا فتى ] آمن بالذي أغاثك من بلائك .قال الفتى : قد آمنت - و حسن إيمانه - .فقال أبوه : يا محمد ظلمتني و ذهبت مني بابني ، ليته كان أجذم و أبرص كما كان و لم يدخل في دينك ، فان ذلك كان أحب إلى .قال رسول الله صلى الله عليه و آله .لكن الله عز و جل قد خلصه من هذه الآفة ، و أوجب له نعيم الجنة .قال أبوه : يا محمد ما كان هذا لك و لا لصاحبك ، إنما جاء وقت عافيته فعوفي و إن كان صاحبك هذا - يعني عليا عليه السلام - مجابا في الخير فهو أيضا مجاب في الشر فقل له يدعو على بالجذام و البرص ، فاني أعلم أنه لا يصيبني ، ليتبين لهؤلاء