تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
إلحادهم لما سمعوا من رسول الله صلى الله عليه و آله فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ، و شاهدوا منه و من علي عليه السلام المعجزات التي أظهرها الله تعالى لهم على أيديهما ( 1 ) ، أفضي بعض اليهود و النصاب إلى بعض و قالوا : ما محمد إلا طالب دنيا بحيل و مخاريق و سحر و نيرنجات تعلمها ، و علم عليا عليه السلام بعضها ، فهو يريد أن يتملك علينا في حياته ، و يعقد (2 ) الملك لعلي بعده ، و ليس ما يقوله عن الله تعالى بشيء ، إنما هو قوله فيعقد علينا و على ضعفاء عباد الله بالسحر و النيرنجات التي يستعملها ، و أوفر الناس كان حظا من هذا السحر " سليمان بن داود " الذي ملك بسحره الدنيا كلها من ( 3 ) الجن و الانس و الشياطين ، و نحن إذا تعلمنا بعض ما كان تعلمه ( 4 ) سليمان ، تمكنا من إظهار مثل ما يظهره محمد و علي ، و ادعينا لانفسنا ما يجعله محمد لعلي ، و قد استغنينا عن الانقياد لعلي .فحينئذ ذم الله تعالى الجميع من اليهود و النواصب فقال الله عز و جل : ( نبذوا كتاب الله ) الآمر بولاية محمد و علي ( وراء ظهورهم ) فلم يعملوا به ( و أتبعوا ما تتلوا ) كفرة ( الشياطين ) من السحر و النيرنجات ( على ملك سليمان ) الذين يزعمون أن سليمان به ملك و نحن أيضا به نظهر العجائب حتى ينقاد لنا الناس و نستغني عن الانقياد لعلي عليه السلام .قالوا : و كان سليمان كافرا ساحرا ماهرا ، بسحره ملك ما ملك ، و قدر على ما قدر فرد الله تعالى عليهم فقال : ( و ما كفر سليمان ) و لا استعمل السحر كما قال هؤلاء الكافرون ( و لكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ) أي بتعليمهم الناس السحر الذي نسبوه إلى سليمان كفروا ، ثم قال : ( و ما أنزل على الملكين ببابل هاروت و ماروت ) قال : كفر الشياطين بتعليمهم