تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و منافعكم ، لتؤمنوا بها ، و يتوفر عليكم الثواب بالتصديق بها ، فهو يفعل من ذلك ما فيه صلاحكم و الخيرة لكم .ثم قال : ( ألم تعلم - يا محمد - أن الله له ملك السماوات و الارض ) فهو يملكها بقدرته و يصرفها بحسب ( 1 ) مشيته لا مقدم لما أخر ، و لا مؤخر لما قدم .ثم قال : ( و ما لكم ) يا معشر اليهود و المكذبين بمحمد صلى الله عليه و آله و الجاحدين بنسخ الشرائع ( من دون الله ) سوى الله ( من ولي ) يلي مصالحكم إن لم يل لكم (2 ) ربكم المصالح ( و لا نصير ) ينصركم من دون الله فيدفع عنكم عذابه .( 3 ) 312 - قال عليه السلام : و ذلك أن رسول الله لما كان بمكة أمره الله تعالى أن يتوجه نحو بيت المقدس في صلاته ، و يجعل الكعبة بينه و بينها إذا أمكن ، و إذا لم يتمكن استقبل بيت المقدس كيف كان .و كان رسول الله صلى الله عليه و آله يفعل ذلك طول مقامه بها ثلاث عشرة سنة .فلما كان بالمدينة ، و كان متعبدا باستقبال بيت المقدس استقبله و انحرف عن الكعبة سبعة عشر شهرا ( 4 ) ، و جعل قوم من مردة اليهود يقولون : و الله ما درى محمد كيف صلى حتى صار يتوجه إلى قبلتنا ، و يأخذ في صلاته بهدينا ( 5 ) و نسكنا .فاشتد ذلك على رسول الله صلى الله عليه و آله لما اتصل به عنهم ، و كره قبلتهم و أحب الكعبة فجاءه جبرئيل عليه السلام فقال له رسول الله صلى الله عليه و آله : يا جبرئيل لوددت لو صرفني الله عن بيت المقدس إلى الكعبة ، فقد تأذيت بما يتصل بي من قبل اليهود من قبلتهم .فقال جبرئيل عيه السلام : فاسأل ربك ان يحولك