تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
استحققتم ثوابه .و أنزل الله : ( و لله المشرق و المغرب فأينما تولوا فثم وجه الله ) ( 1 ) .أي إذا توجهتم بأمره ، فثم الوجه الذي تقصدون منه الله و تأملون ثوابه .ثم قال رسول الله صلى الله عليه و آله : يا عباد الله أنتم كالمريض (2 ) و الله رب العالمين كالطبيب فصلاح المريض فيما يعلمه الطبيب و يدبره به ، لا فيما يشتهيه المريض و يقترحه ألا فسلموا لله أمره تكونوا ( 3 ) من الفائزين .فقيل : يا ابن رسول الله صلى الله عليه و آله ، فلم أمر بالقبلة الاولى ؟ فقال : لما قال الله عز و جل : ( و ما جعلنا القبلة التي كنت عليها - و هي بيت المقدس - إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه ) ( 4 ) إلا لنعلم ذلك [ منه ] موجودا ( 5 ) بعد أن علمناه سيوجد .و ذلك أن هوى أهل مكة كان في الكعبة ، فأراد الله أن يبين متبع محمد من مخالفه باتباع القبلة التي كرهها ، و محمد يأمر بها ، و لما كان هوى أهل المدينة في بيت المقدس ، أمرهم بمخالفتها و التوجه إلى الكعبة ليتبين من يوافق محمدا فيما يكرهه ، فهو مصدقه و موافقه .ثم قال : ( و إن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله ) أي كان التوجه إلى بيت المقدس في ذلك الوقت كبيرة ( 6 ) إلا على من يهدي الله ، فعرف أن الله يتعبد بخلاف ما يريده المرء ليبتلي طاعته في مخالفة ( 7 ) هواه .( 8 )