تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
زال عنه اثم ما كان منه ، و إن التفت ثالثة أعاد الله له مقالته ، فان أقبل على صلاته غفر [ الله ] له ما تقدم من ذنبه .و إن التفت رابعة أعرض الله عنه ، و أعرضت الملائكة عنه ، و يقول : وليتك يا عبدي ما توليت .و إن قصر في الزكاة قال الله تعالى : يا عبدي أتبخلني ؟ أم تتهمني ؟ أم تظن أني عاجز قادر على إثابتك ؟ سوف يرد عليك يوم تكون فيه أحوج المحتاجين إن أديتها كما أمرت ، و سوف يرد عليك إن بخلت يوم تكون فيه أخسر الخاسرين .قال عليه السلام : فسمع ذلك المسلمون فقالوا : سمعنا و أطعنا يا رسول الله .فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : عباد الله أطيعوا الله في أداء الصلوات المكتوبات ، و الزكوات المفروضات ، و تقربوا بعد ذلك إلى الله بنوافل الطاعات ، فان الله عز و جل يعظم به المثوبات ، و الذي بعثني بالحق نبيا إن عبدا من عباد الله ليقف يوم القيامة موقفا يخرج عليه من لهب النار أعظم من جميع جبال الدنيا ، حتى ما يكون بينه و بينها حائل ، بينا هو كذلك قد تحير إذ تطاير من الهواء رغيف أو حبة ( 1 ) قد واسى بها أخا مؤمنا على إضافته ، فتنزل حواليه ، فتصير كأعظم الجبال مستديرا حواليه ، تصد عنه ذلك اللهب ، فلا يصيبه من حرها و لا دخانها شيء ، إلى أن يدخل الجنة .قيل : يا رسول الله و على هذا تنفع مواساته لاخيه المؤمن ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : إي و الذي بعثني بالحق نبيا إنه لينفع بعض المواسين (2 ) بأعظم من هذا ، و ربما جاء يوم القيامة من تمثل له سيئاته [ و حسناته ] و إساءته إلى إخوانه المؤمنين - و هي التي تعظم و تتضاعف فتمتلئ بها صحائفه - و تفرق حسناته على خصمائه المؤمنين المظلومين بيده و لسانه ، فيتحير و يحتاج إلى حسنات توازي ( 3 ) سيئاته .