تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
تزرون ( 1 ) على رب العالمين ؟ قال : فسكت القوم بعد أن قالوا : سننظر في أمورنا .ثم قال رسول الله صلى الله عليه و آله للفريق الثالث : لقد ضربتم لنا مثلا ، و شبهتمونا بأنفسكم و لا سواء ، و ذلك أنا عباد الله مخلوقون مربوبون نأتمر له فيما أمرنا ، و ننزجر عما زجرنا ، و نعبده من حيث يريده منا ، فإذا أمرنا بوجه من الوجوه أطعناه و لم نتعد إلى غيره مما لم يأمرنا و لم يأذن لنا ، لانا لا ندري لعله [ ان ] أراد منا الاول فهو يكره الثاني ، و قد نهانا أن نتقدم بين يديه ، فلما أمرنا أن نعبده بالتوجه إلى الكعبة أطعنا ، ثم أمرنا بعبادته بالتوجه نحوها في سائر البلدان التي نكون بها فأطعنا ، فلم نخرج في شيء من ذلك من اتباع أمره ، و الله عز و جل حيث أمر بالسجود لادم لم يأمر بالسجود لصورته التي هي غيره ، فليس لكم أن تقيسوا ذلك عليه ، لانكم لا تدرون لعله يكره ما تفعلون اذ لم يأمركم به .و قال لهم رسول الله صلى الله عليه و آله أ رأيتم لو أذن لكم (2 ) رجل دخول داره يوما بعينه الكم أن تدخلوها بعد ذلك بغير أمره ؟ أو لكم أن تدخلوا دارا له اخرى مثلها بغير أمره ؟ أو وهب لكم رجل ثوبا من ثيابه ، أو عبدا من عبيده ، أو دابة من دوابه ، الكم أن تأخذوا ذلك ؟ [ قالوا : نعم .قال : ] ( 3 ) فان لم تأخذوه ( 4 ) ، أخذتم آخر مثله ؟ قالوا : لا ، لانه لم يأذن لنا في الثاني كما أذن لنا في الاول .قال صلى الله عليه و آله : فأخبروني الله تعالى أولى بأن لا يتقدم على ملكه بغير أمره أو ( 5 ) بعض المملوكين ؟ قالوا : بل الله أولى بأن لا يتصرف في ملكه بغير أمره و اذنه .