تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و لمسألتك في أمره ، فحدثنا يا ابن رسول الله بالحديث .قال على بن الحسين عليهما السلام : إن رسول الله صلى الله عليه و آله لما بعث إلى الناس كافة بالحق بشيرا و نذيرا ، و داعيا إلى الله باذنه و سراجا منيرا ، جعلت الوفود ترد عليه ، و المنازعون يكثرون لديه ، فمن مريد قاصد للحق منصف متبين ما يورده عليه رسول الله صلى الله عليه و آله من آياته و يظهر له من معجزاته ، فلا يلبث أن يصير أحب خلق الله تعالى إليه و أكرمهم عليه ، و من معاند يجحد ما يعلم و يكابره فيما يفهم ، فيبوء باللعنة على اللعنة قد صوره عناده و هو من العالمين في صورة الجاهلين .فكان ممن قصد رسول الله لمحاجته و منازعته طوائف فيهم معاندون مكابرون و فيهم منصفون متبينون متفهمون ، فكان منهم سبعة نفر يهود و خمسة نصارى و أربعة صابئون و عشرة مجوس و عشرة ثنوية و عشرة براهمة و عشرة دهرية معطلة و عشرون من مشركي العرب جمعهم منزل قبل ورودهم على رسول الله صلى الله عليه و آله و في المنزل من خيار المسلمين نفر منهم : عمار بن ياسر ، و خباب بن الارت ( 1 ) ، و المقداد بن الاسود ، و بلال .فاجتمع أصناف الكافرين يتحدثون عن رسول الله صلى الله عليه و آله و ما يدعيه من الآيات ، و يذكر في نفسه من المعجزات ، فقال بعضهم : إن معنا في هذا المنزل نفرا من أصحابه ، و هلموا بنا إليهم نسألهم عنه قبل مشاهدته ، فلعلنا أن نقف من جهتهم على بعض أحواله في صدقه و كذبه ، فجاءوا إليهم ، فرحبوا بهم و قالوا : أنتم من أصحاب محمد ؟ قالوا : بلى ، نحن من أصحاب محمد سيد الاولين و الآخرين ، و المخصوص بأفضل الشفاعات في يوم الدين ، و من لو نشر الله تعالى جميع أنبيائه ، فحضروه لم يلقوه إلا مستفيدين من علومه ، آخذين من حكمته ، ختم الله تعالى به النبيين ،