تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
المعادون لشانئهما ، إن هؤلاء المؤمنين الموالين لنا ، المعادين لاعدائنا لتسطع أنوارهم في عرصات القيامة على قدر موالاتهم لنا .فمنهم من يسطع نوره مسيرة ألف سنة .و منهم من يسطع نوره مسيرة ثلاثمائة ألف سنة و هو جميع مسافة تلك العرصات .و منهم من يسطع نوره إلى مسافات بين ذلك يزيد بعضها على بعض على قدر مراتبهم في موالاتنا و معاداة أعدائنا ، يعرفهم أهل العرصات من المسلمين و الكافرين بأنهم الموالون المتولون و المتبرؤون .يقال لكل واحد منهم : يا ولي الله أنظر في هذه العرصات إلى كل من أسدى إليك في الدنيا معروفا ، أو نفس عنك كربا ، أو أغاثك إذ كنت ملهوفا ، أو كف عنك عدوا ، أو أحسن إليك في معاملته ، فأنت شفيعه .فان كان من المؤمنين المحقين زيد بشفاعته في نعم الله عليه ، و إن كان من المقصرين كفى تقصيره بشفاعته ، و إن كان من الكافرين خفف من عذابه بقدر إحسانه إليه .و كأني بشيعتنا هؤلاء يطيرون في تلك العرصات كالبزاة و الصقور ، فينقضون على من أحسن في الدنيا إليهم انقضاض البزاة و الصقور على اللحوم تتلقفها و تحفظها ( 1 ) فكذلك يلتقطون من شدائد العرصات من كان أحسن إليهم في الدنيا فيرفعونهم إلى جنات النعيم .[ و ] قال رجل لعلي بن الحسين عليهما السلام : يا بن رسول الله صلى الله عليه و آله إنا إذا وقفنا بعرفات و بمنى ، ذكرنا الله و مجدناه ، و صلينا على محمد و آله الطيبين الطاهرين ، و ذكرنا آباءنا أيضا بمآثرهم و مناقبهم و شريف أعمالهم (2 ) نريد بذلك قضأ حقوقهم فقال على بن الحسين عليهما السلام : أولا أنبئكم بما هو أبلغ في قضأ الحقوق من ذلك ؟ قالوا : بلى يا ابن رسول الله .