تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
المطايا إلى جهنم مطاياهم .ثم يقول الله عز و جل : يا ملائكتي أنظروا .فينظرون فيقولون : يا ربنا قد اطلعنا على قلوب هؤلاء الآخرين ، و هي بيض مضيئة ترفع عنها الانوار إلى السماوات و الحجب ، و تخرقها إلى أن تستقر عند ساق عرشك يا رحمن .يقول الله عز و جل : أولئك السعداء الذين تقبل الله أعمالهم و شكر سعيهم في الحياة الدنيا ، فانهم قد أحسنوا فيها صنعا تلك قلوب حاوية للخيرات ، مشتملة على الطاعات ، مدمنة على المنجيات المشرفات ، تفتقد تعظيم من عظمناه ، و إهانة من أرذلناه ، لئن وافوني كذلك لاثقلن من جهة الحسنات موازينهم ، و لا خففن من جهة السيئات موازينهم ، و لا عظ من أنوارهم ، و لاجعلن في دار كرامتي و مستقر رحمتي محلهم و قرارهم .تلك قلوب اعتقدت أن محمدا رسول الله صلى الله عليه و آله هو الصادق في كل أقواله ( 1 ) ، المحق في كل أفعاله ، الشريف في كل خلاله ، المبرز بالفضل في جميع خصاله و أنه قد أصاب في نصبه أمير المؤمنين عليا إماما ، و علما على دين الله واضحا ، و اتخذوا أمير المؤمنين عليه السلام إمام هدى ، واقيا من الردي ، الحق ما دعا إليه ، و الصواب و الحكمة ما دل عليه ، و السعيد من وصل حبله بحبله ، و الشقي الهالك من خرج من جملة (2 ) المؤمنين به و المطيعين له .نعم المطايا إلى الجنان مطاياهم ، سوف ننزلهم منها أشرف غرف الجنان ، و نسقيهم من الرحيق المختوم من أيدي الوصائف و الولدان ، و سوف نجعلهم في دار السلام من رفقاء محمد نبيهم ( 3 ) زين أهل الاسلام ، و سوف يضمهم الله تعالى إلى جملة شيعة علي القرم ( 4 ) الهمام ، فنجعلهم بذلك [ من ] ملوك جنات النعيم ، الخالدين